اللهم اجعل هذا البلد آمنا
في هذه الحلقة نقف عند استعدادات الدولة الثالثة الرئيسية في محور العدو ضد المقاومة والإسلام، وهي بدورها تكمل الضلع الثالث في "مثلث الشيطان" -مثلما يقول الخبراء-، والتي تؤكد كل التقارير والمعلومات أنها الركيزة في هذا المحور، رغم عروبتها وإسلامها، إنها -بكل أسف - السعودية. وقف العقل شاردا حزينا أمام هذه المعلومات الخطيرة، فارتجف القلم متألما حائرا بين أمرين.. هل نضع الملح على الجرح الغائر ونزيد الأمة هما فوق همومها من باب كشف الحق الذي تفوق مرارته اليوم مرارة العلقم؟ أما نصم آذاننا ونطمس عيوننا ونبكم أفواهنا لنسير في قافلة المغيبين المغفلين؟، طبول الموت تقرع فوق الرؤوس.. شبح الخراب والدمار يخيم على بلاد الإسلام، صور الذل والهوان والركوع الأبدي باتت ماثلة للعيان، فمن ينقذ أعراض ودماء المسلمين.
هدم الكعبة والفتنة الكبرىالحقد والمؤامرات الصهيونية على بيت الله الحرام يفوق كل الأحقاد والمؤامرات التي حيكت ضد البيت عبر تاريخه، والخطط التي وضعت لاستهداف الكعبة المشرفة من قبل واشنطن وتل أبيب بدأ الكشف عنها تباعا منذ أحداث سبتمبر 2001، لكن آخر الخطط التي يسعى الصهاينة لتنفيذها في هذا السياق وضعت منذ أقل من ثلاثة أشهر، بغية تحقيق جملة من الأهداف الشيطانية، ومن داخل مركز الإعلام ببيروت، وقعت في أيدينا وثيقة مترجمة من العبرية للعربية حصل عليها المركز من أحد التقارير الصهيونية التي نشرتها صحيفة هآرتس العبرية منذ أسابيع، جاء فيها: "الكعبة.. هذا البيت الذي يتوجه إليه المسلمين عبر العالم خمس مرات يوميا، ويأتون إليه كل عام بالملايين، هو مصدر المتاعب لإسرائيل والعالم، وحان الوقت للتخلص منه وإبعاد خطر الإرهاب الإسلامي للأبد"، ويضيف التقرير: "في الماضي حاولنا الإجهاز على الكعبة أثناء حربي الخليج الثانية والثالثة، لكن العمليتين كانتا محفوفتين بالمخاطر والارتدادات العكسية من قبل المسلمين، أما اليوم فلم تعد لمثل هذه الأخطار وجود، بات من المحسوم عند المخططين الإسرائيليين أن الكعبة ستزال من الوجود في الحرب القادمة، وأن إعادة بنائها من بعد سيكون مستحيلا بعد القضاء على أعدائنا".ويضيف التقرير: "هناك خطة ناجحة قد تكون الأقرب إلى التطبيق، وهي وإن كانت القيادات الإسرائيلية تتكتم عليها، إلا أنها من المرجح أن تتم من خلال القصف بعدة صواريخ إيرانية الصنع، يتم إطلاقها من الغواصات الإسرائيلية الموجودة في بحر العرب، مع إعداد صور يروج أنها التقطت عبر الأقمار الصناعية مدعومة بحملة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام العربية والغربية، لتؤكد أن تلك الصواريخ أطلقتها البحرية الإيرانية أثناء المعركة، وبالتالي تثور ثائرة المسلمين في شتى بقاع الأرض، فيعلنون الحرب على إيران إلى جانب إسرائيل وحلفائها، وهنا تحقق العملية عدة نجاحات لإسرائيل " .