السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديثي عن حلفاء الشيطان والاسم مقتبس بتصرف من هذا
الفيلم قصة الفيلم مشوقة للغاية ربما يراها البعض خيالية إلا أن الرمزية في هذه القصة تكاد توازي الواقع المؤلم الذي نعيش فيه - برغم أن القصة الامريكية إلا أنها متكررة في كل مجتمع
ربما سنعرف لماذا في نهاية الموضوع
من هم حلفاء الشيطان؟هم من البشر وليسوا من الشياطين
هم من يساعدون الشيطان على استكمال مهمته في تضليل ابن آدم ليفي بعهد قديم قدم عمر آدم
كثيرون هم؟
نعم ولكنهم درجات
حديثي هنا عن فئة محددة ولكن لكي نصل لهذه الفئة علينا مراعاة باقي الفئات أولا وذكرها ثم محاولة الانصات لصوت العقل لنر من هم حلفاء الشيطان بكل ما تحمله الكلمة من معاني
وقبل أن نتحدث عن أي فئة فحديثي هنا ليس عن الكل في كل فئة ولكنه حديث عن البعض وربما كثر البعض وربما قبل
فئة المرتشين
هم يعطون حقا بلا حق أو يعطون حقا بحق ويأخذون في المقابل ما ليس حقهم
مثل رخصة القيادة التي تعطى للبعض دون أن يغادورا منازلهم فهذا حق بلا حق يؤدي في النهاية لحادثة على الطريق العام وربما قتل نفس بريئة
مثل عدم السماح بترخيص مستوفي كل الشروط الا بعد دفع قيمة الرشوة فهذا اعطاء حق لصاحبه مرتبط بشكل وثيق بأخذهم ما ليس حقهم – مما يخلق منافذ أخرى لصرف النقود بلا داع لتتسع دائرة التضخم
مشكلة كبيرة وربما يقع بعضهم تحت طائلة القانون في حين يستمر البعض الاخر في تخريج دفعات ودفعات من حاملي الرخص المضروبة لمزيد من الحوادث على طريق السريع (1)
فئة الاطباء
فئة الاتجار بالاعضاء البشرية سواء برضى المتبرع أو بغير رضاه في أحيان كثيرة والسمسرة
بعض اساتذة الطب ممن نسوا أن علمهم أمانة وعليهم نقله للأجيال القادمة – يبخلون بعلمهم على الطلبة الجدد وجل همهم كيف يصبح أولادهم معيدين في الكلية – فيخرج من تحت أيديهم جيل ضعيف علميا من الاطباء فيخطئون في علاج المرضى.
مشكلة أخرى كبيرة وربما يقع البعض تحت طائلة القانون في حين يتفرغ البعض الاخر لمتابعة عيادته (2)
فئة المهندسين
الاهمال في مطابقة المواصفات القياسية للمباني قد ينتهي بها الحال فوق رؤوس أصحابها
مهندسي الصيانة : تخيل حالك لو ركبت مصعدا في بناية وفجأة تسمع أصوات تنبأ بسقوط مدو من عل وفي غمرة الاندفاع المحموم نحو الاسفل تلقي بنظرة على الورقة المثبتة على جدار المصعد - بحكم القانون - لبيان تاريخ آخر صيانة لتجدها ممهورة بتوقيع المهندس المحترم ثم بالطبع تظلم الرؤية ليتنهي بك الحال إلى ثلاجة مشرحة قصر العيني لتعلم بعدها أسرتك أن السيد مهندس الصيانة المحترم قد وقع على تقرير الصيانة السنوي دون أن يكلف خاطره بصيانة حقيقية تحفظ حياة راكبي المصعد.
قد ينتهي الحال بهذا المهندس في المحكمة وقد يظل في عمله ملقيا التهمة على عامل بسيط لا ناقة له في الموضوع ولا جمل سوى أنه لم يجد من يرفع التهمة عن كاهله المثقل أصلا (3)
فئة الضباط
سنتحدث عن فئة واحدة هنا ولكنها تدل على باقي الفئات والقياس مع الفارق طبعا
السادة ضباط المباحث
هم يعطون الحق لأنفسهم بالضرب المبرح لشخص يحمل نفس صفة الآدمية ولكن برتبة مسجل خطر وليس برتبة عميد – قد يزهقون روحه ويلقون بجثته في الشارع
انتهى بهم الحال إلى محكمة خاصة بهم وطال أمد المحاكمة حتى قرابة الثلاث سنوات لكي يظلوا سجناء سجن خاص يتمتعون بترف ورفاهية ثم أقرت المحكمة بأحقيتهم في العودة إلى العمل مرة أخرى على اعتبار أن الجريمة التي سجنوا بسببها ليست مخلة بالشرف!!!!!!
ثم تم الافراج عنهم بعد شهرين لانقضاء معظم وقت العقوبة في فترة التحقيقات وبعدها تم عقابهم أسوأ عقاب ووضعهم في أسوأ مكان للخدمة وهو حراسة الفنادق الخمس نجوم! (4)
لقد انتهى بهم الحال إلى ساحات القضاء ولكنها كانت نزهة لطيفة للغاية تتخللها زيارة الزوجة والاولاد اسبوعيا
فئة قسم التسويق في البنوك
هم يعطون قروضا بدون ضمانات حقيقية تغطي قيمة القرض لأصدقائهم
يعطيهم قسم التحقيقات في البنك معلومات حقيقية تماما عن أن قطعة الارض هذه مرهونة لعدة بنوك بمبالغ خيالية
ولكنهم يوقعون على القرض بضمير مرتاح
ثم تأتي مرحلة قسمة الغرماء على قطعة الارض المسكينة لتفي بعشر قيمة القرض ولتعدم باقي القيمة تمهيدا لبيع البنك نفسه في وقت لاحق او دمجه مع بنك آخر
قلة منهم ينتهي بهم الحال إلى القضاء والباقي لا يزال يستمتع بوقته مع نفس العملاء في مطاعم الفنادق الفاخرة المطلة على علي البحر (5)
الحقيقة كان نفسي أعد أكثر من خمسة ولكني فضلت التوقف حتى لا أصاب بالاكتئاب
بالنظر إلى الارقام 1-2-3-4-5
نجد أن كل الفئات الضالة المنحرفة ينتهي بها الحال غالبا إلى القضاء
إلى هنا والمفترض جدلا أن نشعر براحة وإطمئنان لان جهاز القضاء النزيه سيقتص القصاص المناسب من هؤلاء اللذين نسيوا أنفسهم وباعوها للشيطان في مقابل حفنة من دراهم لن تقصيهم عن العدالة الالهية في الدنيا ولن تبعد عنهم عذاب جهنم في الآخرة ولكنه الغباء الانساني والطمع المفرط والنظرة الضيقة للأمور.
ولكن للأسف فإن الشيطان قد جند في كل مكان حلفاء له ليتموا المهمة على أكمل وجه فيخرج هؤلاء من ساحة القضاء ليكملوا ما قد بدأوا فيه بالفعل.
حديثي ليس عن الهيئة القضائية فبرغم كل شئ مازال هناك من القضاة الشرفاء ما يجعلنا ننسى وجود القلة المنحرفة
حديثي هنا عن السادة المحامين
للاسف الكل يعلم ما يمكن للمحامي عمله لقلب أوضاع القضية تماما وجعل وجه الجاني مجني عليه في نظر القضاء فيضطر القاضي للأسف للحكم بالبراءة برغم علمه وإحساسه الشخصي بأن المحامي قد استغل ثغرات القانون ببراعة لكي يخرج موكله من أيدي العدالة
تلك العدالة التي تغطي عيناها لكي تحكم بالعدل فتفضل السادة المحامون بتعصيب عيناها بثغرات ذات القانون الذي تحمله في قلبها لكي تحكم كيفما يتراءى لهم وليس كيفما يقضي ميزان العدل في يديها!
للأسف أعلم من المحامين من يصل ثمن ساعة من مجهودهم لأكثر من 300 دولار لمراجعة أوراق القضية !!
وكلمة مراجعة هي الكلمة المحترمة لكلمة البحث عن ثغرات في القانون لجعل القضية كأنها لم تكن
وهم يفعلونها بلا أدنى شعور بالخجل لانتمائهم لهذا الحلف الذي يعمل ضد بني جنسهم منذ بدء الخليقة
هم سعداء لانتمائهم لهذا الحلف ويعملون جاهدين على ضم الشرفاء لحلفهم
ولكن برغم كل شئ مازال عندي أمل بأن الشرفاء لهم بعض الحظ في الوقوف في مواجهة تيار حلف الشيطان الجارف...
برغم معرفتي الشخصية ببعض من يستحقون البقاء خلف الاسوار ولكنهم ينعمون بحياتهم بفضل هؤلاء
إلا ان بصيصا من الامل مازال يحيا بداخلي
فهل منكم من يحيا بداخله هذا البصيص مثلي؟
العدالة بشكلها الحقيقي
العدالة كما يريدونها
اخوكم رزقي