السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وقفة لتعي ما قد كان و تتدارك ما سيكون
فأحوال الناس أصبحت غريبة و لا ننكر أننا أصبحنا أكثر غرابة منها..
تمر بنا الحياة بكل ما فيها ..نجري...نلهث ...ليأتي الوقت الذي نُجبر فيه علي الوقوف
نفكر....نتأمل ...نقيم ....
نبحث داخل أنفسنا عن سبب تلك التناقضات الغريبة التي نراها تارة و التي نفعلها تارة أخري،،
تناقضات تحبطنا و تشدنا إلي القاع فننجرف وراء هوة سحيقة تأخذنا إلي التيه و ندور داخل دائرة مفرغة من المتاهات
لنفيق أننا دخلنا بأرجلنا للأسف إلي وادي الصراعات.
فما هو مبرر إنهاك النفس و إهدار الطاقات لا لشئ إلا لإرضاء نفوس إعتادت علي التلاعب و التحايل علي كافة المستويات...
مقدمة المشهد ..الكل في صراع خفي غير ظاهر فهو الهدوء الذي يسبق العاصفة
فعلى الجميع التسلح بكل ما يملكون من ثبات النفس و هدوء الأعصاب و أشياء أخرى ربما لا تعيها .
يبدأ المشهد فتراه طبيعي.. و هنا يبدأ الحوار...يأتي صوت الواعظ ليهمس لك انه ليس كما تراه فهناك خلفيات تخفى عليك و لا تعيها فأنت لا تعلم هؤلاء كما هو يعرفهم جيداً...تقف عند نقطة البداية ..
ربما بالفعل لا تعلم و ماذا يضيرك في ذلك فتلك الخلفيات علم لا ينفع جهل لا يضر..
و فجأة تقرر أن تتمعن في المشهد..... فهو طبيعي
و تراه بالفعل جيداً بل تتعاطف أيضاً معه
فتأتي هذه المرة ضحكة ذات صوت متقطع سببها انهم اثروا عليك
و كأنك ليس مسموح لك ان تتعاطف من تلقاء نفسك او يكون لك رد فعل ينبع من داخلك
...عودة من جديد لنقطة البداية....جرب ان يكون تعاطفك عكسي هذه المرة ستكون النتيجة واحدة نفس الضحكة و لكن بتعليق مختلف ربما يكون أكثر مرارة من السابق و في النهاية....اصل انت طيب علي نياتك
من جديد تلك الكلمة ذات الوقع السئ فهي اللفظ المهذب لكلمة "أهبل" في هذه المواقف.
فتبدأ في إعطاء مبررات عن تصوراتك و تدافع بكل شراسة كي تمحي تهمة السذاجة عن أفكارك
و لكن لا أحد يسمع بل لا أحد يريد أن يسمع إلا صوت نفسه فقط و ما يقتنع به بصرف النظر عن أي شئ و أي إن كانت الخسائر ..
لا يهم ما أصابك من ضرر فهذه مسؤليتك الشخصية و انت وحدك من يتحملها .
فالنصر علي حساب الغير يرضي النفس و يشبع الغرور.
فقدنا الإحساس الراقي و سيطرت علينا أحاسيس الغدر و المؤامرة
حتي أصبحنا نري كل ما هو برئ جريمة و كل ما هو نقي ملوث.
أصبحنا نقتل بأيدينا تلك البذرة النقية داخل انفسنا ...
بعد كل هذا تري هل هناك ما يستحق؟؟في رعاية الله ،،،
اخوكم رزقي يحبكم في الله