مستشارك النفسي...سلسة مواضيع مهمة

مستشارك النفسي

د .سعيد وهاس

قسوة زوج

متزوجة منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما معاناتي في زوجي الذي يعاملني بقسوة وينكر ما اقوم به من واجبات منزلية رغم اخلاصي له مع العلم بانه انسان لبق خارج المنزل ويقدم الاستشارات للآخرين فما افضل الوسائل للتعامل معه؟ وفقكم الله.
(ن. ع)
من الظواهر العائلية - الاجتماعية الملاحظة والتي تعانيها الزوجات والابناء هي ان هناك وللاسف الشديد من الآباء وحتى الامهات من يكون في منتهى القسوة وسوء التعامل والجور مع ابنائه وزوجته مكشرا عن انيابه طالما انه داخل اسوار المنزل تراه يتصرف بعصبية وشدة وقسوة وما ان يخرج الى خارج المنزل ويختلط بالآخرين تراه شخصا آخر في منتهى الطيبة والهدوء والسكينة ومصدر سعادة للآخرين وقد لا تحلو الجلسات بدونه نتيجة ما يضفيه على الجلسة من روح النكتة وقد يستشار من قبل الآخرين في القضايا ذات الصلة بالعائلة والشؤون العائلية مقدما الاستشارة داعيا الى مكارم التعامل ويسدي النصح والارشاد وكما قيل باب النجار مخلوع. ونقول هنا ان هناك خللا ربما يعود الى الزوج بالدرجة الاولى وهذا الاغلب والاعم ان لم يكن الاصل حيث ان الزوج يستطيع ادارة بيته كما يراه مؤصلا على القوامة التي منحها الله عز وجل له من غير افراط في حق الجميع ولا تفريط وقد تكون الزوجة طرفا آخر في هذا الامر وهنا هي معنية بتعديل ذلك السلوك وللزوج الحق في مطالبتها بذلك وعليها الحق بالاستماع قبل ان يستفحل الامر ويصعب معالجة الموقف.
هناك من الازوج من يعتقد ان دوره فقط تأمين الاحتياجات الاساسية من طعام وشراب وسكن.. الخ وبالتالي يقوم على توفيرها بدون نقص وقد يسرف في ذلك متجاهلا دوره في التنشئة وقيادة زمام الامور فتجده ينتقل من استراحة الى اخرى ومن شلة الى اخرى ولا يعرف عن منزله سوى تلبية الاحتياج ويتعامل مع زوجته واطفاله بقسوة حيث لديه اعتقاد بانه قد اكمل لهم جميع احتياجاتهم ويلقي باللوم على الزوجة عندما يحدث امر معين ويتجاهل دور تلك الزوجة وكأنها خادمة استقدمت للخدمة فقط والخادمة هنا تحصل على راتب وتحظى باحترام بينما الزوجة قد لا تحصل على الاحترام والمال.
ان مثل هذا السلوك يلقي بظله الثقيل على الاسرة محدثا العديد من الآثار السلبية السيئة للزوجة والاطفال وتكون الاسرة مرتعا خصبا لنشوء العديد من الاضطرابات النفسية والعائلية التي قد تؤدي الى الطلاق وما يترتب عليه من مآس لمستقبل الاطفال والزوجة.
لقد استودع الباري هذا الزوج شؤون العائلة وجعله راعيا في اهله ومسؤولا يوم القيامة عن الرعية وهنا الامر عظيم والخطب جسيم عندما يقف الانسان بين يدي ربه سائله عن تلك الرعية وهنا اقول يجب على الجميع اعادة النظر في علاقاتهم العائلية وفحص السلوكيات الصادرة من الازواج تجاه من يعولون واستبدال السلوكيات القائمة على القسوة والعنف والاهمال والعصبية وسياسة التخويف والحرمان والضياع بسلوك مؤصل على حق الرعية كما شرعه لنا الدين الحنيف ويكون الحب والحنان والاحترام والحوار الهادئ والعلاقة المتينة هي ما يقوم عليه البيت والجو الاسري خاصة في هذا الزمن الذي تعددت فيه مصادر الفتن فالحاجة قائمة وماسة واساسية لاب عطوف حنون ذي صدر واسع يحترم من حوله يكون مصدر الامان للجميع ومصدر الاستشارة ويحسن التعامل مع من يعول وهذا لا يعني ان لا يكون له وقته الخاص يقضيه مع زملائه بل عليه ان يسعى للترفيه المباح مع من يحب وان يعطي كل حق حقه كما شرعه الله ثم ما يتناسب واحتياجات الاسرة.
هنا اخاطب ذلك الزوج بالرجوع الى العائلة بنمط سلوكي مختلف عن الاول يقوم على ما ذكرت انفا مقدرا دور الزوجة وان يلبي جميع الاحتياجات العائلية المادية والمعنوية لكي يتجنب السلوكيات الشاذة التي نسمع عنها ونراها في بعض الاسر نتيجة اهمال رب العائلة. كما اوصى اختي الزوجة بمحاولة اكتشاف الاسباب التي دعت الزوج الى مثل هذا السلوك وتحسن التعامل معه ولا تنتقده ولا تفشي اسرار المنزل للخارج الا عن الاصلاح فقط وتصبر عليه وتحتسب وقد تطلب التدخل من ذوي التأثير على الزوج من الاقارب عند الحاجة.
كما انه من المفترض وجود عيادات خاصة بالارشاد الزوجي والعائلي لدينا والتي تقدم خدمات استشارية لمن يحتاج. وفق الله الجميع.

مستشارك النفسي

د .سعيد وهاس

صدمة نفسية

لدي ابنة تبلغ من العمر سبع سنوات كانت تشارك امي في القيام بواجبات جدي المريض وكانت لا تراه سوى يومين في الشهر فقط وما ان مات واذا بها تسأل عنه باستمرار وعندما اخبرناها بانه مات اصبحت تبكي وتقول انتم السبب في وفاته لم تطعموه وهي على هذا الحال ما يقارب العامين ماذا افعل؟.
علي
* في بداية الامر اسأل الله ان يسكن جدك فسيح جناته وان يجزي لك ولأمك الجزاء نظير البر به. ما أود الاشارة اليه ان الابنة تفاجأت بغياب الجد رغم انها لاتراه سوى يومين في الشهر ومن المؤسف له انها لم تعط الشرح الكافي والوافي لما حدث حيث من المعتقد انكم فقط اوصلتم الرسالة بانه مات كما توصل مثل هذه الرسالة الى الاشخاص البالغين اعتقادا منكم ان هذه الطفلة تملك الخصائص بالقدرات العقلية والانفعالية التي يملكها البالغ من العمر وهنا وبما تملكه هذه الطفلة من قدرات توصلت الى ان الجد مات نتيجة الاهمال وهذا الاهمال يتمثل في عدم اطعامه وبالتالي زاد الالم والحزن لديها تمثلت في مشاعر البكاء لمدة عامين تقريبا ومثل هذا الامر اثر على حياتها النفسية.
في السائل كان من المفترض التعامل مع الموقف عند وفات الجد ونقل الصورة الاليمة الى الطفلة باسلوب مبسط يتفق وقدراتها العقلية وكانت بحاجة الى مزيد من الشرح والاقناع واجابة العديد من الاسئلة التي لديها حيث انني على يقين انها تملك العديد من الاسئلة التي لم تجد لها جوابا وبالتالي وباسلوب عفوي بسيط قامت هي بالاجابة على الاسئلة التي تدور في رأسها بأن الجد مات نتيحة حرمانه من الطعام. وهنا اقول ان الاطفال ليسوا اغبياء كما قد يتصور الكثير ويدركون ما يدور حولهم وبالتالي علينا ألا نهمل الطفل او الطفلة عند حدوث المصيبة اعتقادا منا بانه لا يفهم ولا يدرك هنا اقول: الطفل او الطفلة يفهم ما يدور حوله وان يفهم من قبل الاخرين فسوف يقوم بما يملكه من قدرات عقلية بتفسير الموقف وهو لاشك تفسير قاصر لا يتناسب والحدث.
هنا اقول اخي السائل الطفلة بحاجة الى تفسير الموقف بالشرح والاقناع في ضوء ما تملكه من قدرات عقلية وقد يطول مثل هذا الامر حيث اصبح الامر بالنسبة لها صدمة وانصحك بالاستعانة بالمختصين النفسيين في مجال الطفولة حيث قد تعاني الطفلة من اضطرابات نفسية طفولية مثل قلق الانفصال والعلاج هبا علاج سلوكي بالدرجة الاولى يفضل ان يكون من مختص في هذا العلاج النفسي وسوف تتحسن بعون الله. شفاه الله

قدر الله ان خسرت ممستشارك النفسي

حزن مستمر

بلغا من المال في صفقة لم يكتب لها النجاح ومنذ تلك الفترة وانا اعاني الضيق والتوتر وعدم الرغبة في الحياة ولم يعد اي شيء له اهمية عندي حتى التي كنت اهتم بها؟ فما هذه المشكلة وهل من علاج؟
ن. م

ـ لقد بدأت وانت تسطر هذه المعاناة بمفهوم في غاية الاهمية الا وهو قدر الله وهنا امر الله سائر وما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك وهذه قاعدة علاجية للشفاء بعون الله.
ان هذه الاعراض التي ذكرت في سؤالك هي اعراض الاكتئاب التي تتمثل في الحزن المستمر وعدم الرغبة في الحياة والاستمتاع بما هو متاح مع صعوبة في النوم او زيادته ومشاكل في الاكل وتوتر وقد تصاحب ذلك آلام جسدية ويأس وقنوط ونظرة سوداوية متشائمة للحياة والمستقبل... الخ. مجمل هذه الاعراض مشكلة الاكتئاب.
وهذا الامر لم يأت لك من فراغ وانما نتيجة الخسارة المالية التي تعرضت لها حيث ذكرت ان هذه المعاناة ظهرت بعد الخسارة المالية وهنا طريقة تفكيرك تجاه ما حصل لك من خسارة مالية والبرمجة الفكرية حول ذلك الحدث هي من تقف وراء استمرار هذه المعاناة حيث ان الحالة السوية هنا هي ان تحزن بعد الحدث ولفترة بسيطة ومن ثم ما يلبث هذا الحزن في استمراريته حيث يتلاشى تدريجيا ولكن ما حصل هو استمراريته حتى اصبح اكتئابا وهذا يعود بالدرجة الاولى الى عملية التفكير الخاطئ تجاه الحدث المؤصل على معتقد عام لديك في الشخصية سلبي وهنا تزيد الاعراض وتقل وتستمر نتيجة ذلك التفكير.
ما انصحك به هنا هو الذهاب الى المختصين لجمع المزيد من المعلومات والتاريخ وتقدير حدة الاكتئاب ودرجته من خلال مقاييس نفسية ومن ثم وضع الخطة العلاجية التي قد تتضمن الادوية النفسية او الجلسات النفسية او بهما معا حسب درجة الاكتئاب وحدته.
ويلعب العلاج المعرفي السلوكي الذي يتعامل مع الاخطار الخاطئة وتصحيحها الدور الرئيسي في المعالجة وكذلك العلاج القائم على حل الصراعات النفسية حيث يبدو لديك صراع نفسي مع نفسك قاد الى هذه المشاعر. وهي مشكلة قابلة للعلاج بعون الله.

الخوف من المدرسة

د .سعيد وهاس


كما تعلم ان المدارس على الابواب ولدي طفل عمره سبع سنوات وتم تسجيله في المدرسة. المشكلة هي رفضه القاطع للمدرسة ولم يذهب للروضة او التمهيدي لهذا السبب.. فما الحل؟. وجزاكم الله خيرا.
(حامد)
تعتبر مشكلة رفض المدرسة من المشاكل السلوكية التي تنتشر بين الاطفال خاصة الطفولة المبكرة، والحقيقة ان مثل هذا السلوك يعود الى العديد من الاسباب. ولعل السبب الاول هو ترتيب الطفل ووضعه الاسري حيث ان الطفل الاول على سبيل المثال او الاخير او الطفل بين البنات او العكس من الاسباب الرئيسة لنشوء هذه المشكلة وهنا اود القول: ان الامر ليس على اطلاقه فهناك من هم كذلك وليست لديهم هذه المشكلة. والسبب الثاني هو نوع التربية فهناك من الآباء والامهات من لا يحسن التربية حيث ان الحماية الزائدة والدلال المفرط لهما نصيب الاسد في هذا الامر. السبب الثالث الجهل بأساليب التربية فهناك من الآباء والامهات من لا يعلم عن فن التربية سوى الاسم فتجدهم لا يحسنون امور التعليم بمعنى عدم تعريض الطفل للمواقف الخارجية وتعويده على الاستقلالية وتحمل المسؤولية وتكليفه بالواجبات التي تتناسب وعمريه الزمني والعقلي وهم في نفس الوقت يحسنون جلب الطعام والشراب.
السبب الرابع النظام التعليمي حيث انه نظام مؤسس على التعليم ولا يعطي اهمية كبيرة للتعلم وهناك فرق بين التعلم والتعليم. فالتعليم هو ما احتوت عليه المناهج الدراسية والتعلم هو اي برنامج هدفه اكساب الطفل السلوكيات المرغوبة والاقلال من السلوكيات غير المرغوبة، وبالتالي المدرسة لا تحتوي على برامج الهدف منها تشكيل شخصية الطالب والتي تتضمن الترفيه واللعب وتنمية المواهب من خلال البرامج اللا تعليمية.
السبب الخامس هو دور المجتمع حيث ان العادات والقيم والاتجاهات تلعب دورا لا يستهان به في وجود هذه المعاناة فهناك اعتقاد خاطئ بأنه من الادب الا يحاور الطفل من هو اكبر من سنه والا يعطى المسؤوليات وفقا لعمره وان من يكبره هو الاحق بالمسؤولية والقيادة وهنا نقول: ان هذا خطأ جسيم حيث انه في تاريخ الفتوحات الاسلامية هناك من تولى قيادة جيوش المسلمين وهو اصغر سنا وهذا بمثابة تشكيل للشخصية المسلمة. وبالتالي مثل هذه القيم الاجتماعية البالية تقود الى الشخصية المعتمدة على الآخرين وهنا تنشأ مشكلة المخاوف المرضية.
اخي السائل ما ذكرته هنا هو السبب وراء نشوء هذه المعاناة لطفلك ولقد ساهمت في تأصيل هذه المعاناة عندما استجبت له بعدم الحاقه بالتمهيدي والروضة الطفل. عزيزي السائل بحاجة الى برنامج سلوكي للتصدي لهذه المشكلة. وهذا البرنامج السلوكي يقوم على مبدأ تدعيم السلوك المرغوب وبالتالي يتم تعزيز سلوك الالتحاق بالمدرسة في اليوم الاول من خلال مدعمات مرغوبة للطفل وكلما زاد هذا السلوك المرغوب زادت معه المدعمات حتى يتشكل هذا السلوك المراد اكسابه للطفل ويشترك في البرنامج المدرسة والمدرسون من خلال برنامج اليوم الاول، والطفل لن يستجيب منذ اليوم الاول ولكن بالشرح والاقناع والجلوس معه خلال الايام الاولى حتى لا يحدث لديه قلق الانفصال وانصح بعدم ترك الطفل والذهاب وهو يبكي وهذا ما يفعله الكثير حيث قد يؤدي الى نتائج عكسية. وانصحك باستشارة المرشد الطلابي في المدرسة.. وفقك الله.

العودة للمدارس

د .سعيد وهاس

هناك العديد من السلوكيات الخاطئة التي اعتاد عليها الطلاب والطالبات خلال الاجازة الصيفية مثل السهر بالليل والنوم بالنهار والجلوس امام شاشات التليفزيون وضياع الاوقات فيما ليس فيه فائدة.. ما الطرق التي تعيد هؤلاء الى سابق عهدهم خاصة ان المدارس على الابواب؟ وشكرا
ابوعبدالرحمن
بداية اود القول بأن هذه السلوكيات خاطئة وكان يجب الا تحدث ولكن هناك اعتقادا لدى العامة بان هذه اجازة ويفعل فيها الانسان ما يشاء ولقد اوضحت مثل هذا في تساؤلات سابقة.
ابناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات بحاجة الى تهيئة على جميع المستويات لاستقبال هذا العام الجديد بجدية ومعنوية عالية ولكن من المؤسف حقا ان الاغلب يعاني ازمة نفسية مع بداية قرب موعد المدارس وهنا اقول هناك خطأ يجب معرفة مصدره وهل هو من الطالب، الاسرة، المجتمع، المدرسة، النظام التعليمي؟
الجميع هنا قادمون على عام دراسي وهناك انماط سلوكية تمت ممارستها في الاجازة قد تؤثر بشكل سلبي عند بداية العام، من هنا اقول الجميع يحتاجون الى تعديل النمط السلوكي السائد خلال الاشهر الثلاثة الماضية خاصة الطلاب والطالبات ومن هذه الانماط تعديل سلوك النوم واعادة الساعة الحيوية لما كانت عليه قبل الاجازة وهذا يتم تدريجيا باقلال ساعات النوم في النهار والذهاب الى السرير في الليل مبكرا حسب الامكانية مع العمل على تعديل السلوك الغذائي الذي كان يعتمد على الوجبات السريعة وما يتبعها من مشاكل التغذية والعودة بقدر الامكان الى الكتب الدراسية ليس من باب المعرفة فحسب ولكن للتهيئة للعودة الى الكتاب مع التهيئة على المستوى النفسي والادراكي بتبني افكار عقلانية من المدرسة والدراسة بدلا من سلبية الوضع هذا يهيئ الجميع لاستقبال عام جديد.
وكل عام وانتم بخير.

الموت

د .سعيد وهاس

@ لدي مشكلة وهي التفكير في الموت والخوف منه بشكل مستمر والتي اثرت على حياتي بشكل كبير وقد زرت العيادة النفسية واعطيت العلاج ولكن بدون جدوى.. فما العلاج؟
ودمتم
ع. م
- اخي السائل لا انكر عليك مثل هذه المعاناة ولكن لي وقفة مع مثل هذا الأمر حيث ان التفكير في الموت والخوف منه من دأب الصالحين ولقد أمرنا المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم بزيارة القبور وتذكر الموت وهادم اللذات وهذا مطلب لتقوية الايمان حيث ان النتيجة النهائية لمثل هذا هو الاقبال على الآخرة والزهد في الدنيا وبالتالي فمثل هذا الخوف هو محمود العواقب وهو خوف مطلوب ولكن قد يكون هذا الخوف مرضيا وذلك عندما لا يقود الى العمل الصالح وهذا اقصى ما يستطيع الفرد لابد عمله تجاه هذا الخوف ويؤثر على الحياة بشكل سلبي, وهنا نقول لابد من تدخل علاجي من الاسباب المؤدية الى مثل هذا الخواف ان توافر فيه عدم العمل الصالح والتأثير السلبي على أوجه الحياة هو ان الفرد منا في هذه الحياة قد هيأ نفسه وكأنه سوف يعيش مدى العمر له طموحات ورغبات وعمر الدنيا بكل ما يريد فهناك البيت الفسيح والزوجة الجميلة والابناء والمال والجاه.. الخ وبالتالي فقد هذه الاشياء يثير في النفس الفزع والخوف والقلق خاصة من لم يعمر الأخرة وهذا لا يعني ان لا يعمر الانسان دنياه فما ذكر جميل جدا في وجود تعمير الآخرة وهنا اقول نعم الحياة ونعم الممات فمن عمر دنياه واخرته فهو لا شك بعون الله سيدأ فيهما وكون البعض عمر الدنيا وترك الاخرة فلاشك مصيره القلق في الدنيا والاخرة اشد ولن تنفعه العلاجات النفسية وزيارة العيادات وهنا اقول اخي السائل الكل يخشى الموت وهذه عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها تخاطب طبيب القلوب والارواح عليه افضل الصلاة والسلام نحن نحب لقاء الله يا رسول الله ولكننا نخشى الموت ولا نحبه فوضع عليه الصلاة والسلام القاعدة العلاجية الشافية والوافية من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه, وهنا نقول يجب علينا كمسلمين ان نحسن الظن بالله وهذه سمة المؤمن ونحب لقاءه واما الموت والتفكير فيه والانشغال به ان لم يزد الفرد ايمانا وتقوى وزهدا في الدنيا وطمع فيما عند الله من جنة عرضها السموات والارض وفي ذات الوقت يعمل الفرد لدنياه بما يرضي رب العباد لانه سوف يترك الجميع شاء ام ابى فهو خواف مرضي.
اخي السائل استثمر هذا الخوف في العمل الصالح وحسن الظن بالله والطمع فيما عنده جل وعلا واني على يقين انك سوف تسعد في الدنيا والآخرة. ان حصل مثل هذا فنعم الخوف وان لا فعد الى العيادة النفسية فلعل العلاج النفسي السلوكي المعرفي خير معين بعد الله في التخلص من هذا الأمر.
طمأن الله قلبك

المعاملة القاسية



@ أنا شاب في بداية دراستي الجامعية والدي يعاملني بطريقة قاسية ودائما يحرجني امام الاخرين ويقلل من شأني وينتقد ما اقوم به, حتى وان كان صحيحا ويثني عليه الآخرون, لقد ساءت حالتي النفسية ما نصيحتك لوالدي؟
الشاب المعذب
ـ من المؤسف له حقا ان هناك آباء وامهات يعاملون ابناءهم بهذه الطريقة والتي لا شك تؤدي الى خلل نفسي عاجلا وآجلا. هناك من الآباء والأمهات من يعتقد ان التربية تقوم على مبدأ الخبرة بمعنى ان يطبق الاساليب الوالدية التي استخدمت معهم من قبل والديهم في زمن ماض بهدف اكساب الطفل او المراهق سلوكيات ايجابية صحيحة ومن هنا تقوم المعاناة, ان لكل زمن متطلبات في التربية بشرط ان لا يخرج عن التأصيل الاسلامي بمعنى ان جميع الاساليب التربوية تكون تحت مظلة الدين الحنيف فلا يستخدم اسلوب للتربية من شأنه التعارض مع الدين وهنا يتم تعديل الاساليب التربوية مع متطلبات العصر.
ان اسلوب القسوة والشدة في التعامل مع الابناء والعمل على انتقاد ما يقومون به واحراجهم امام الاخرين والتقليل من شأنهم من الامور السلبية التي تؤدي الى العديد من الاضطرابات النفسية للطفل او المراهق والشخصية المضطربة ولعل مثل هذا الاسلوب التربوي السبب الرئيسي في نشوء ما تعرف بالمخاوف المرضية وخاصة الخواف الاجتماعي والشخصية الاعتمادية, واعلم ان هذا الأب هدفه هو اكساب ابنه السلوكيات الرجولية واحسبه كذلك ولكن هذا اسلوب خاطىء اخاطب هذا الأب ومن هو على شاكلته بتعديل هذا السلوك واستبداله بأسلوب تربوي قائم على المحبة واللين والعطف وامتداح اي نشاط يقوم به الابن لأن السلوك الانساني يتشكل من خلال مبدأ التعزيز والتدعيم بمعنى ان السلوك المرغوب يزداد تكراره واستمراريته اذا دعم وعزز وقد يقل اذا اهمل او انتقد.
عزيزي الاب ما تقوم به لا يحقق اهدافك وكما قيل (اذا كبر ابنك فخاوه) بدلا من نقده واحراجه امام الآخرين.
وبالله التوفيق

الخلاف.. الخلاف
هناك خلاف نشأ بين زوجي واهلي على امر معين وفي النهاية انا التي تجرعت كأس الالم من الفريقين فزوجي دائما لا يذكرهم الا بشر وعندما اذهب اليهم اسمع نفس الاسطوانة وهذا مثل لي هاجسا خاصة ان لدي أطفالا واخشى من استمرار ذلك الخلاف وما اخشاه هو الطلاق. ما الحل افيدوني؟
ام عبدالعزيز
بداية اود تذكير مثل هؤلاء بالله عز وجل وان ما يفعلانه فيه اثم كبير والامر الآخر ما هو دورك في هذه القضية ولعل الخلاف نشأ بينهم على امر دنيوي ليس لك فيه ناقة ولا جمل. الكثير منا وللاسف الشديد وعندما يدخل في خلاف مع الآخرين او صراع لاي سبب وهذا وارد حيث اننا بشر وهذه سمة البشر لا يبحث عن الحلول المباشرة التي تؤدي الى حل ذلك الصراع بل يدور في دائرة مغلقة تؤدي في نهاية الامر الى تعقد الموضوع واشراك اطراف اخرى كثيرة حتى تبدو المشكلة معقدة وليس لها حل. ومثل هذا ادى الى العديد من النتائج السلبية لمشكلة الخلاف. مثل هذا الزوج والاهل بحاجة الى تحديد مصدر الخلاف والعمل على حله ولقد تركوا مثل هذا الامر واذا بالزوج يسب اهل الزوجة على مرأى منها واهلها يقومون بسب الزوج وهكذا وفي النهاية هي التي دفعت فاتورة ذلك الخلاف ومعها حق قد يؤدي الامر إلى الطلاق، من هنا اناشد الجميع سرعة اتخاذ القرار بقرار شجاع الا وهو النقاش والحوار ومعرفة مصدر الخلاف الاعتذار الشجاع من الطرف المخطيء بدلا من المكابرة فهناك علاقة ولدت طرفا آخر مشتركا بين العائلتين الا وهو الاطفال. كما اوصي الزوج بالدرجة الاولى بمخافة الله في تلك الزوجة وما هو دورها وما شأنها في ذلك الخلاف وعلى اقل تقدير عدم تهديدها وسب اهلها امامها واشعارها بالامن والطمأنينة الى ان يكتب الله حلا لذلك الامر اناشد الجميع بالعمل بسياسة حل الصراعات بمبدأ الحوار الهادئ فلكل مشكلة حل وترك المكابرة فلا تأتي بخير. واناشد الاخت السائلة بحوار هادئ مع الزوج، واقناعه انه ليس لها من الامر شيء. وفق الله الجميع.

مستشارك النفسي

قراءة الكتب النفسية

د .سعيد وهاس


هل تنصح من يعاني أزمة نفسية بقراءة الكتب التفسية لعله يجد في ثناياها ما يساعده على التخلص من المعاناة مع العلم انني استفدت كثيراً مما تصرح به في هذه الزاوية.
خالد علي
بداية أسأل الله أن ينفع بما يطرح في زاوية "مستشارك النفسي" حيث ان هذه الزاوية تهدف الى مساعدة من يعاني ازمة نفسية في توضيح المشكلة بشكلها العلمي والمهني المبسط ومن ثم ماذا يجب عليه أن يفعله طلباً للعلاج، وفي نفس الوقت لها مردود ايجابي لمن يعاني المشكلة المطروحة من قبل الاخرين وهي تثقيفية للعامة تجاه الصحة النفسية والجسدية ذات العلاقة بالجانب النفسي.
الحقيقة لا انصح في العادة من يعاني أزمة نفسية بقراءة الكتب النفسية التي تتحدث عن الامراض النفسية حيث انها قد تزيد المعاناة سوءاَ كما انني لا انصح من يعاني التفكير السلبي (التفكير التطفلي) بقراءة تلك الكتب. وصاحب التفكير التطفلي هو من تتطفل عليه أفكاره السلبية وهؤلاء أقرب للوسواس حيث ان هناك من البشر من يعتقد أن ما يقرؤه في الكتب او يشاهده في الواقع او الاعلام او يسمعه انه يعاني ذلك الامر. فهناك من يسمع ان فلانا مات من القلب واذا بالأفكار المتطفلة تسيطر عليه انه يعاني نفس المشكلة (اضطراب القلب) ويدخل في نفق مظلم قد لا يخرج منه الا بعد معاناة طويلة. امثال هؤلاء لا ينصحون بقراءة الكتب النفسية بل حتى الطبية مع العلم أن هذا ليس هو الحل فقد تأتي المعلومة من غير قراءة الكتب كالسماع او المشاهدة كما يطرح في البرامج الطبية حيث انها بالمناسبة سلاح ذو حدين. وهنا أقول المخرج في العلاج المعرفي السلوكي والذي من خلاله وقبل ذلك فضل الله ومنته يستطيع الفرد التخلص من هذه الافكار المتطفلة وهنا نقول اقرأ واسمع وشاهد ما تشاء.
قد يستطيع الفرد تطوير مهارات معينة أو قدرات من خلال الاطلاع وحضور دورات معينة ولكن الامر يختلف بالكلية في مسألة الصحة والمرض. أسأل الله الصحة للجميع.

مستشارك النفسي

د .سعيد وهاس

ليس لدي هدف

@ أنا شاب أبلغ الخامسة والعشرين وليس لدي هدف محدد أسعى لتحقيقه مع الناس أضع القرار في المساء ويتبخر في الصباح وأحس بالمرارة عندما أرى الجميع لديهم أهداف فهل أجد لديكم الحل؟


- أخي المحتار وجودنا برمته في هذه الدنيا لهدف العبادة لله عز وجل وبالتالي لا يوجد هناك من ليس له هدف ولربما قصدت أهدافا دنيوية وهذا حق مشروع للجميع طالما أن أهدافنا تلك لا تتعارض مع الهدف الأسمى ألا وهو عبادة الله للفوز بجنة عرضها السماوات والأرض. أخي ما عليك إلا أن تأخذ ورقة وقلما في لحظة صفاء ثم تنظر من حولك في الجميع وسوف ترى انهم يسعون في ارض الله لتحقيق أهداف وضعوها من هنا قد يسهل عليك بناء أهدافك واجعلها جميعها قابلة للتطبيق في حدود إمكانياتك الحالية واقعية وسهلة التنفيذ لتجنب الإحباط واجعلها أهدافاً قريبة المدى ومتوسطة وبعيدة متسقة بمعنى أن القريبة تحسسك بالانجاز و ممهدة الطريق للمتوسطة وللبعيدة. وربما عدم قدرتك لبناء أهدافك جعلها بعيدة وصعبة التحقيق وبالتالي شعرت بالفشل ومن المحبط أن يقارن الشخص نفسه بالآخرين من هنا يتولد نقد الذات الموصل للاضطراب النفسي. أعمل ذلك وستجد أنك قادر . أٍسأل الله لك التوفيق.

المراهق والاكتئاب



يتعرض المراهق خلال اجتيازه فترة المراهقة للعديد من مواقف الفشل والاخفاق والقلق والشعور بالاحباط مما يسبب تأثيرا سلبيا عليه خاصة اذا كان الامر يتصل بفترة او عهد الطفولة بمراحلها المبكرة - الوسطى - المتأخرة بمعنى انه اذا كان هنالك خبرات من الفشل والمتاعب والاحباطات في فترة الطفولة فالمراهقة لا تخلو منها ايضا الامر الذي يقود المراهق الى ما سبق.. ويختلف المراهقون في تحمل تلك المشكلات وتبعاتها فيما بين المراهقين فمنهم من يتحمل ويقاوم ومنهم من يتكيف مع ظروفه ومنهم من يشعر باليأس والفشل وان مشاكله بدون حلول وقد جرب كل الحلول دون جدوى وان لا معنى للحياة فيقع في احضان الاكتئاب ولم يجد من يساعده ويرشده ويمد له يد العون لحل مشكلاته, لذا فهو شخص فاشل وعليه فلا مناص من محاولة الخلاص من الحياة وقد زادت الامور عن حدها.. وليس الاكتئاب وحده بمعزل عن غيره فالشعور بالقلق ايضا يدخل طرفا في المشكلة كذلك الخوف والتوتر وعدم الاستقرار وللاكتئاب هنا وجهان الاول بسيط الى درجة معينة وليس عميقا وهذا يمكن علاجه اذا توافرت جميع الظروف والمناخ النفسي والاجتماعي والبيئي في عملية العلاج. والوجه الثاني هو المرحلة المتقدمة والتي يصعب علاجها وتحتاج الى جهد ووقت ليس بالقصير, ومن المهم بمكان مراعاة مشاعر المراهق وتفهم رغباته وطبيعة المرحلة التي يعيشها والقرب منه وللأسرة دور هام في حياة المراهق حيث توفر له الاستقرار وتشعره بمكانته وقيمته وتعطي بعدا لحياته وبمساعدة الابوين يرسم اهداف حياته ويصل اليها ولابد من وجود البيئة السليمة حول المراهق ليحقق ذاته ويجتاز المرحلة باقل قدر ممكن من المشكلات.

قرار ي يتبخر

د .سعيد وهاس

أنا شاب أبلغ الخامسة والعشرين وليس لي هدف محدد أسعى لتحقيقه مع الناس أضع القرار في المساء ويتبخر في الصباح وأحس بالمرارة عندما أرى الجميع لديهم أهداف فهل أجد لديكم الحل؟
علي المحتار
أخي المحتار وجودنا برمته في هذه الدنيا لهدف العبادة لله عز وجل وبالتالي لا يوجد هناك من ليس له هدف ولربما قصدت أهدافا دنيوية وهذا حق مشروع للجميع طالما أن أهدافنا تلك لا تتعارض مع الهدف الأسمى ألا وهو عبادة الله للفوز بجنة عرضها السماوات والأرض. أخي ما عليك إلا أن تأخذ ورقة وقلما في لحظة صفاء ثم تنظر من حولك في الجميع وسوف ترى إنهم يسعون في أرض الله لتحقيق أهداف وضعوها من هنا قد يسهل عليك بناء أهدافك واجعلها جميعها قابلة للتطبيق في حدود إمكانياتك الحالية واقعية وسهلة التنفيذ لتجنب الإحباط واجعلها أهدافاً قريبة المدى ومتوسطة وبعيدة متسقة بمعنى أن القريبة تحسسك بالانجاز و ممهدة الطريق للمتوسطة وللبعيدة. وربما عدم قدرتك لبناء أهدافك أنك جعلتها بعيدة وصعبة التحقيق وبالتالي شعرت بالفشل ومن المحبط أن يقارن الشخص نفسه بالآخرين من هنا يتولد نقد الذات الموصل للاضطراب النفسي. أعمل ذلك وستجد أنك قادر اٍسأل الله لك التوفيق.

مستشارك النفسي

د .سعيد وهاس

ولدي والسفر

ولدي بالغ وكثير الاسفار الى خارج المملكة وانا على يقين انه يعاني سلوكيات محرمة من علاقات مع النساء مع العلم انه كان مستقيما ومواظبا على صلواته وبدأ الان يترك الصلاة فماذا افعل وقد فكرت في الاستعانة بالاقارب للتدخل في اصلاحه؟
م.ع
لاشك ان الصحبة الفاسدة هي من تقف وراء مثل هذا السلوك والكثير من الاباء والامهات يسعون جاهدين في تربية الابناء والبنات وهذا لاشك مطلب شرعي حيث انهم سوف يسالون يوم القيامة عن هذه الرعية وقد يعتقد البعض ان مثل هذا يكفي وقد يقول قائل انه لا يوجد لدي اساليب الترفيه التي قد تكون السبب وراء هذا السلوك مثل عدم وجود تلفاز او انترنت وخلاهف. هنا اقول ان شياطين الانس هم وراء مثل هذه المعاناة حيث يساندهم في ذلك شياطين الجن في اغواء الشباب والشابات وامثال هؤلاء كثر وقد لا يستطيع الفرد اعني الشاب او الشابة الفكاك من امثال هؤلاء الا من خلال الاستعانة بالله ثم الوالدين في التوجيه والارشاد. ولعل الوقاية من هذه المعاناة هي الاصل وكما قيل الوقاية خير من العلاج وافضل طرق الوقاية هي في اقامة علاقة ودية بين الابناء والبنات من جهة ووالديهم من جهة اخرى مثل هذه العلاقة الودية سوف تجعل الابناء والبنات يلجأون الى والديهم في الاستعانة بهم من شياطين الانس ومن المؤسف له حقا ان هناك من الاباء والامهات من لا يعطي اهمية لمثل هذه العلاقة او ربما تكون علاقة مبنية على التخويف والارهاب والتهديد او تكون علاقة اهمال وبالتالي تكون الذرية فرصة للاصطياد من قبل اصدقاء السوء. وبالتالي انصح الجميع من الاباء والامهات في اقامة علاقة ودية مبنية على الحب والاحترام والتقدير والمشاركة فهي مفتاح الوقاية من الانحراف.
عزيزي الاب.. بداية اسأل الله له الهداية والسداد ولعل افضل الوسائل في اصلاح سلوك الابن هو من خلال النصح والارشاد والعطف واقامة علاقة ودية معه وان تسمع له بقدر الامكان ما الدوافع لمثل هذا السلوك مع توضيح الامر من حيث خطورة مثل هذا السلوك على الجانب العقدي ثم الصحي والاجتماعي وان تسعى في تزويجه بأسرع ما يمكن وانا لا انصح بادخال اطراف اخرى مثل الاقارب في اصلاح الوضع حيث اعتقد ان المشكلة قد تزداد تعقيدا وقد يصل به الحد الى عدم الاكتراث طالما ان الجميع علم بهذا الامر والاقارب كما تعلم قد يسعون الى العنف والشدة في علاج الموقف وهذا يؤدي الى المزيد من المعاناة وقد نستعين بطلبة العلم الشرعي والدعاة في تذكير الولد.
هنا الخص اجابتي بالصبر عليه والدعاء له بالهداية والصلاح واعلم انه سوف يعود بعون الله ولكن بدون خسائر. وقد تستعين بأهل الاختصاص في المجال النفسي في اصلاح مثل هذا السلوك وتعديله. واعلم ان الولد يعاني ازمة فكرية فيما يدور بخلده وتفكيره ومثل هذه الازمة الفكرية كان وراءها صحبة فاسدة واصدقاء سوء وعليه ان يقطع علاقاته بالكلية مع جميع اصدقاء السوء الذين يعرفهم ومثل هذا يكون بقناعة منه وهذا لن يأتي الا من خلال الاقامة علاقة ودية معه ومن ثم تكون التربة صالحة لزراعة افكار سوية سوف تترجم الى سلوك مقبول. اسأل الله له الهداية والتوفيق.

السمنة

د .سعيد وهاس

اعاني من فرط الوزن وقد تسبب لي في العديد من المشاكل النفسية وما أخشاه هو الأمراض ذات العلاقة بالسمنة وزيادة الوزن. زيادة الوزن التي أعانيها نتيجة الأكل الكثير ولقد حاولت مراراً في الرجيم الغذائي بدون فائدة. ما هي نصيحتكم تجاه هذه المعاناة؟
سعيد أحمد
لا شك أن السمنة من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً وتقف وراء العديد من الأمراض التي يعانيها الكثير في هذا الزمن. والسمنة ناجمة عن العديد من المسببات والسلوك الانساني الفردي ( السلوك الغذائي الخاطئ والسلوك الجماعي) من أهم أسباب السمنة. وهناك سببان سلوكيان لهذه المعاناة:
1- السلوك الخاطئ في الأكل ويمكن تجزئته إلى سلوك زيادة كمية الأكل وذلك من خلال التهام اكبر كمية من الأكل تفوق حاجة الجسم وهذا يعود إلى سلوك خاطئ غذائي من الفرد نفسه أو نتيجة العادات الغذائية الجماعية للمجتمع وهذا سلوك جماعي أو الاثنين معا. والجميع سلوك غذائي خاطئ. ومثل هذا لا شك يؤدي إلى السمنة.
2- عدم معرفة حاجة الجسم للعناصر الغذائية وبالتالي يكون هناك غذاء يومي محدد ان لم يكن الوحيد خلال الوجبات اليومية فقد يكون مشبعا بالعناصر الغذائية ذات العلاقة بالسمنة مع إهمال العناصر الغذائية الاخرى. ومثل هذا يعود إلى سلوك غذائي خاطئ. وهنا أقول السبب سلوكي والتدخل العلاجي يجب أن يكون سلوكياً.
لقد تعددت في هذا الزمن الوسائل العلاجية من حمية صارمة قد تكون عشوائية وجراحية الهدف منها علاج هذه الظاهرة المرضية. ورغم الفعالية التي قد تتحقق من هذه الوسائل إلا أن العودة لزيادة الوزن لازالت قائمة فهناك مثلا من يقوم بربط جزء من المعدة كوسيلة علاجية ولكن نوعية الغذاء ( ما يأكله يحتوي على سعرات حرارية عالية) حتى وان كان قليل الكمية فهو يؤدي للسمنة وهذا سلوك غذائي خاطئ.
يقف وراء هذه المعاناة تركيبة معرفية فكرية خاطئة تترجم إلى سلوك غذائي خاطئ وقد تعود إلى السلوك ذاته. وهنا العلاج الفعال للسمنة هو تبديل البنية المعرفية للبدين وتعديل السلوك الغذائي (الفردي والجماعي) وتعليمه السلوكيات الغذائية الصحية وممارستها بشكل يومي كالرياضة والحركة وخلافه. مثل هذا كفيل للتصدي لهذه الظاهرة المرضية وقاية وعلاجاً.
أخي السائل أنصحك بالبحث على متخصص في العلاج النفسي السلوكي المعرفي وأنا على يقين ان شاء الله أن معاناتك في طريقها للعلاج من خلال العلاج النفسي السلوكي والمعرفي. شفاك الله.

قضم الاظافر


د .سعيد وهاس


أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري أعاني مشكلة
نفسية وهي قضم الأظافر خاصة في أيام الاختبارات أو أي وقت فيه الخوف والقلق والتوتر وقد بدأت مشكلتي منذ خمس سنوات تقريبا فهل أجد حلا لمشكلتي ؟
هدى
نعم هي بلا شك مشكلة نفسية وهي قابلة للعلاج والحل بعون الله. مشكلة قضم الأظافر من المشاكل النفسية السلوكية والتي يعاني منها البعض ويكمن السبب وراء هذه المعاناة في الصراع الداخلي والضغوط النفسية والذي تترجم إلى سلوك قضم الأظافر والذي قد يؤدي إلى اختفاء الظفر وما يصاحبه من تشويه وألم. ويقف وراء هذا الصراع خبرات سابقة سيئة تعرض لها الفرد وإما سلوك مكتسب ومتعلم بمعنى عادة سلوكية قد لا تعكس أي صراع.
والعلاج يكمن في أمرين أولهما اكتشاف الصراع والضغط النفسي ومسبباتهما والعمل على حل تلك الصراعات عن طريق العلاج النفسي باستخدام العلاج النفسي المعرفي لتغيير بنية التفكير تجاه أحداث الحياة والتعامل معها والعلاج النفسي المبني على حل المشكلات والصراعات بين الفرد ونفسه من جهة والآخرين من جهة أخرى. وثانيهما تعليم الفرد عادة سلوكية صحية عن طريق العلاج السلوكي وتعديل السلوك عن طريق إكساب من يعاني المشكلة سلوكيات صحية مرغوبة، كما أن تدريبات الاسترخاء من الوسائل المعينة للتخلص من حالة الشدة المؤدية للصراع والضغط النفسي.
هنا أوصيك أختي السائلة بتقفي مصدر الصراع الذي تعانينه في ضوء خبراتك الماضية والذي أدى إلى ظهور المشكلة والعمل على حله ومعرفة أن كان هذا السلوك مكتسبا، ومن السؤال فالأمر ناجم عن صراع. كما أوصيك أختي بالاستعانة بالمختصين في المجال النفسي للتدخل العلاجي عن طريق جلسات نفسية في العلاج النفسي والكفيل بعون الله في علاج الظاهرة وهي قابلة للعلاج كما أسلفت. شفاك الله.

الخوف من الزواج

د .سعيد وهاس

أنا شاب من المفترض ان اكون متزوجا .. مشكلتي التي أعاقتني عن الزواج هي الخوف من إجراءات الزواج ابتداء من مقابلة أهل الزوجة وتلك الليلة الأولى التي أراها فيها ومن ثم إجراءات الزواج وجمع الناس وأن أكون في المنصة فعندما أتخيل هذا الأمر أشعر بالخوف الشديد وأعراض الارتباك من زيادة ضربات القلب وسرعة النفس والرجفة واحتباس الصوت فكيف أستطيع مواجهة تلك الليلة. ما المشكلة وما العلاج؟
عبد الله
ما تم ذكره في التساؤل هو مشكلة القلق الاجتماعي أو ما يعرف بالرهاب الاجتماعي. الرهاب الاجتماعي من أكثر المشاكل النفسية انتشارا ويعاني منه الكثير. ومن الملاحظ أن الطرق المستخدمة في التربية سواء من قبل الوالدين والخبرات السابقة التي يتعرض لها الفرد من العوامل المعجلة لظهور المعاناة. فمن الملاحظ أن نظامنا الأسري والاجتماعي لا يعطي الطفل في مراحل نموه الفرصة الكافية للنمو النفسي السوي حيث أن هناك من الإباء والأمهات من لا يزال يستخدم النقد والتجريح والشدة في التربية ظنا منهم أن هذا هو الأسلوب التربوي المناسب لنمو نفسي سليم وهم لا يعلمون أن ما يفعلونه من الأسباب الرئيسية في نمو سلوكيات غير سوية، كما أن النظام الاجتماعي مازال لم يعط الأطفال والمراهقين الفرصة في التعبير عن الذات لكي يتعلم الطفل أو المراهق السلوكيات المفترض ممارستها في مرحلة الرجولة والرشد ومثال ذلك أن الطفل أو المراهق مازال صغيرا ويتحدث من هو أكبر منه وهكذا. مثل هذه المعتقدات الخاطئة لدى الوالدين والمجتمع برمته تعتبر خبرات سابقة سيئة للطفل أو المراهق تهيئه من أوسع الأبواب لافتراض سيئ عن الذات وعندما يأتي حدث اجتماعي معين كالحديث أمام الآخرين أو الزواج أو مشاركة الآخرون في أي موقف اجتماعي تنتج هناك العديد من المعتقدات والأفكار الخاطئة من قبل الشخص مثل سوف ينتقدني الآخرين، سوف أغلط، سوف يحرجونني، سوف يلاحظون الارتباك الخ....
هذه الأفكار الخاطئة تقود إلى الرهاب الاجتماعي والتي ذكرها السائل. أخي إن ما تعانيه كما ذكرت في الرسالة هو مشكلة الرهاب الاجتماعي وهو الخوف غير المنطقي أو المبرر من مواقف لا تخيف بطبعها فليلة الزواج وإجراءاتها من الأمور التي تولد السعادة والبهجة والتي ينتظرها الجميع من الشباب والشابات وأنت ذهبت في الاتجاه المعاكس. وبالتالي هي مشكلة نفسية وهي بفضل الله قابلة للعلاج. والعلاج الفعال يكمن في تعديل بنيتك المعرفية الخاطئة مثل (سوف ينتقدني الآخرون، سوف أغلط، سوف يحرجونني، سوف يلاحظون الارتباك الخ....) بأفكار عقلانية منطقية عكس الأفكار التي تحملها في رأسك ثم تترجم إلى سلوك سوي كما يفعله الآخرون. وهذا ما يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي وقد يستعان بالأدوية النفسية مع العلاج النفسي. ما عليك سوى الاتصال بالمختصين في المجال النفسي وسوف تشفى بعون الله وسوف تتزوج وتحقق أحلامك وسوف يصبح الزواج واجراءاته مصدر سعادة لك. حقق لك الله السعادة ورزقك زوجة صالحة.

التحرش بالنساء

د. سعيد هادي وهاس


@ هل حان الوقت لفرض عقوبات رادعة وصارمة في قضايا التحرش بالنساء؟
لا شك أن التحرش الجنسي من المشاكل السلوكية التي عانتها المجتمعات المنفتحة والتي لا زالت تعانيها اليوم ولقد أدرجت هذه المشكلة ضمن المشكلات النفسية التي بحاجة للعلاج. أنه من المدمي للقلب ومن المؤسف له حقاً أن نرى مجتمعنا الإسلامي يعاني هذه الظاهرة الغريبة والشاذة. ولقد أبى المجتمع العربي الجاهلي قبل ظهور الإسلام مثل هذا السلوك ومن العار أن يمارس مثل ذلك بين أفراد القبيلة وأمتدح الشاعر نفسه بعفته لجيرانه وبنات مجتمعه. ولقد أتي هذا الدين العظيم وحرم مثل هذه السلوكيات الشاذة وعظم حرمة المسلم وبالتالي مثل هذا السلوك ترفضه الفطرة الإنسانية ويحرمه الدين وترفضه القيم والأخلاق.
والحقيقة أن هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء مثل هذا السلوك ولعل ما تبثه وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والانفتاح العالمي المرضي وما وفرته التقنية الحديثة من وسائل استخدمت وللأسف الشديد من قبل أبناء جلدتنا في الجانب السلبي من العوامل الرئيسة لظهور التحرش الجنسي والمشاكل الجنسية برمتها. من هنا فالحاجة قائمة لفرض عقوبات صارمة ورادعة لمثل هذا السلوك المشين من قبل السلطات ذات العلاقة.
المعالجات التربوية
@ ما الدوافع النفسية لارتكاب مثل هذه التحرشات؟ وكيف تتم معالجة مثل هذه الانحرافات السلوكية ؟
ذكرت أهم الأسباب التي تقف وراء هذا السلوك الشاذ. ولعل الدافع الرئيسي وراء هذه الظاهرة هو إشباع الرغبة الجنسية المتقدة والمشتعلة بين الشباب مما سبق ذكره والتقليد الأعمى والتشوه الفكري (فكر مرضي مشبع بالشهوة). وهنا أقول أن من هذا ديدنه وسلوكه نزل إلى مرتبه البهائم (أكرم الله القارئ) حيث أن الحيوانات تحركها الرغبة الجنسية كدافع ومن ثم تسلك السلوك الجنسي دونما أي اعتبار للدين والأخلاق والقيم ولكن في نهاية المطاف هي حيوانات ولقد كرم الله الإنسان بالعقل الذي يقوده للسلوك السوي. وهنا أقول أن هؤلاء ليسوا أسوياء والأمر بحاجة للتدخل العلاجي على جميع المستويات الرسمية من خلال فرض العقوبات الصارمة والرادعة والمستوى الأسري والمدرسي والمجتمعي في الوقاية والعلاج من خلال التربية السوية المؤصلة على الجانب الشرعي. هذه بلا شك انحرافات سلوكية جنسية تتم معالجتها من خلال تغيير البنية المعرفية للشباب والشابات الذين يعانون خللا فكريا والعلاج السلوكي المبني على الترغيب (التدعيم) والترهيب (العقاب) لتعديل السلوك. وهناك التدخل الوقائي من خلال الوسائل الإعلامية وصياغة البرامج الهادفة لتأصيل السلوك السوي. وكذلك العلاج المجتمعي للمجتمع برمته في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا الإسلامي. كما أوصي بدراسة الظاهرة للوصول إلى الحلول الناجعة في العلاج والوقاية.

ابني والجوال


د. سعيد هادي وهاس

ابني يعاني أمراً أراه في غاية الخطورة وهو لا يراه كذلك حيث انه يقضي معظم وقته مع جواله وبرامجه ومتابعة كل جديد على ساحة الجولات وكأنه خبير يتابع المستجدات في مجال تخصصه. هذا الأمر أثر على حياته بالكلية وأصبح معزولا عن الناس ولو قدر له الاجتماع معهم فهو مشغول بالرسائل والرد وعجزت معه. ماذا أفعل تجاه هذه المشكلة.
أبو بندر
تعتبر مرحلة الشباب وبداية الرشد من أكثر المراحل العمرية انتاجاً وهي مرحلة البناء كما تسمى حيث أن مستقبل الفرد يعتمد بعد الله على ما تم إنجازه في هذه المرحلة. فمن أستغل موسم هذه الحقبة الزمنية فيما يفيد كالدراسة والتحصيل الجامعي لا شك أن مستقبله سوف يكون متميزا مقارنة بمن تبع هواه وجعل من هذه المرحلة فترة للعب والضياع ومن المؤسف له حقاً أنه سوف يندم على ما ضيع ولكن هيهات الزمن لا يعود ويعيش بحسرة مدى العمر فهناك من الأفراد من كانوا على مقاعد الدراسة زملاء وأصدقاء وبعد سنوات أصبح الفرق بينهم شاسعاً في الوظيفة والمنصب والمكانة الاجتماعية والراتب وهي أمور دنيوية صحيح ولكن هناك تنافس فيها والفرق بينهم هو في من استغلال هذه المرحلة.
أنه من المحزن أن نرى اهتمام البعض من شبابنا لا يتجاوز جواله الذي يحمله والحقيقة أن هناك نسبة كبيرة من الشباب لا يهمهم سوى متابعة كل ما يستجد في عالم الجوالات ودليل ما أقول هو وجود مجمعات وأسواق كبرى للجوالات وما يتبعها من اكسسورات وأصبحت تجارة رابحة وهناك كم هائل من الشباب بالعشرات متجمعون في تلك المجمعات الخاصة بالجوال لم أر تزاحما مثل ذلك وكأن الجميع هناك يبحثون عن كل جديد وأصبحوا خبراء ولكن في الشكل وليس الجوهر.
والأمر الأخر الذي يستحق الوقفة هو استخدام الجوال بكثرة ولا اعني المحادثة وما أعنيه هو اللعب بالجوال وإرسال الرسائل والاستقبال في حضرة الآخرين وكأن الحياة مجرد جوال وما أخشاه أن يصبح الجوال لدينا هو الصديق والونيس ونحن قاب قوسين من ذلك وكأن الشاب يقول أنا حر ومع من أحب (جواله). وهذه مشكلة أخرى.
وأخطر ما في الأمر وذروة سنام الشر هو استخدام الجوال فيما لا يفيد بل يضر ونحن نسمع ونشاهد العديد من القصص عن الجوال واستخدامه السيئ في التصوير في الأماكن العامة وإرسال الصور وتوزيعها ووضعها في الانترنت وإرسال الصور المخلة للآداب من خلال ما يعرف بالبلوتوث في الأماكن العامة وهذا نشر للفساد ومن الصعب التحكم فيه إلا من خلال استخدام مثل هذه التقنيات بما يعود بالفائدة.
أبا بندر سألت عن عظيم. إنها مشكلة بكل المقاييس ولا تهم الشباب أنفسهم بل تهم جميع شرائح المجتمع حيث أنه أصبح الخاص عاماً من خلال اساءة استخدام الجوال وهذا نذير بالخطر. من هنا نحن بحاجة لعلاج الظاهرة لمن ابتلي بهذا السلوك الشاذ من الشباب من خلال فرض العقوبات الصارمة ولعل وجود خدمة الحرمان من الجوال مؤقتاً أو دائماً من العقوبات التي قد تجد شركة الاتصالات تقنية لضبط مثل هذا، إضافة للعقوبات الأخرى حيث أن العقاب من الوسائل المعدلة للسلوك وهذا أفضل ما أراه ألان. كما أنن بحاجة إلى الوقاية وذلك بتنشئة الجيل على السلوكيات المرغوبة وهنا يشترك الجميع أفراد وأسر وجماعات ومؤسسات في تحقيق الوقاية للجميع. واعتقد أن هذا هو المخرج.
أخي انصح الابن بطريقة ودية وبين له أهمية ما يقوم به من سلوك على مستقبله واقصص عليه القصص من واقع التجارب. وقد تستخدم معه العقاب بالحرمان من الجوال أن كان مقدورا على مثل هذا. أشغله بهواية تشبع رغباته وتطلعاته بدلاً من الجوال وأبن معه علاقة فلعل الوحدة هي من ساقته لهذا السلوك. أصلح الله حاله.

مشكلته ابني

د. سعيد هادي وهاس

لاحظت في الآونة الأخيرة بعض التغيرات على ولدي الذي يدرس بالثالث الثانوي حيث أصبح لا يحب الجلوس معنا ودائماً شارد الذهن وكثير الخروج من المنزل وهو دائماً خائف وكأن شيئا سوف يقع. هذه السلوكيات بدأت عندما تعرف على جماعة وأصبحت أشم فيه رائحة دخان كما ان مستواه الدراسي في انحدار .. ما ذا أفعل هل استخدم معه الشدة لكي يعود كما كان؟
أبو سعود
لاشك في أن الولد يعاني مشكلة ما ..ولقد ورد في ذهني في البداية أنه ربما يعاني أحد الاضطرابات النفسية ولكن الأمر ربما أكبر من ذلك حيث قيل ان هذه السلوكيات، والتي هي في نهاية الأمر سلوكيات غير سوية، ظهرت مباشرة عقب تعرفه على مجموعة من الأصدقاء. هنا أقول ان ما أصابه من خلل سلوكي يعود بشكل كبير إلى شلة السوء الذين يمشي معهم والدليل على ذلك سلوك التدخين الذي لم يكن في السابق.
تلعب الصحبة الدور الفعال في تشكل سلوك المراهق وكم من الآباء والأمهات الذين يسعون جاهدين إلى تربية صالحة للذرية وسرعان ما تذهب جهودهم أدراج الرياح نتيجة شلة من شياطين الإنس يهدمون بسرعة الهشيم بالنار ما تم بناؤه في سنوات وقد يقول القائل ماذا أستطيع فعله فقد أصبح ابني أكبر مني حجماً ولا أستطيع التحكم في سلوكه. هنا أقول نعم لن تستطيع استخدام الأساليب السابقة التي كنت تستخدمها من قبل نتيجة العمر الزمني للابن، ولكن هناك امرا في غاية الأهمية ألا وهو إقامة علاقة ودية وعلاقة صداقة مع المراهق والمراهقة من قبل الوالدين فكم من أب دعا ابنه على سبيل المثال إلى وجبة عشاء في أحد المطاعم؟ وكم من أب طلب من ولده مشاركته في أمر يخص الأب؟ وكم من أب سافر مع ابنه إلى رحلة داخلية أو خارجية؟ وكم من أب تسوق مع أبنه؟ وقس على ذلك دور إلام مع البنت والعكس. فيعتقد البعض أن مثل هذا يمارس مع الأصدقاء فقط . انه من المؤسف له أنه تنقصنا لغة الحوار مع من نحب (فلذات الأكباد) اعتقادا منا أن ذلك ليست له أهمية وهو في غاية الأهمية ونتيجة لذلك يجد الابن نفسه مع شلة تؤمن له هذا الاجتياح وهنا مكمن الخطر والطامة الكبرى وبدء المشكلة.
نحن آباء وأمهات بحاجة ماسة لإقامة علاقة ودية مع أبنائنا وبناتنا مبنية على الحب والحوار ولغة العقل وما تتطلبه المرحلة الزمنية التي يعيشونها بدلاً من الإهمال والاعتقاد أن ذلك لا يهم فقد يقول القائل أن الابن أو الابنة أصبح كل منهما في عمر زمني لا يحتاج لمثل هذا الأمر. وهذا عزيزي القارئ من المخارج الرئيسية لجيل صالح لا يعاني أزمات سلوكية وأخلاقية.
عزيزي الأب.. الابن ربما وقع ضحية شلة السوء في سلوك خاطئ مثل استخدام المخدرات أو الانخراط في سلوكيات أخرى لا تقل أهمية عن المخدرات والتدخين العلامة الأولى والسلوكيات التي ذكرت بالسؤال البينة الأخرى.
ما عليك عزيزي الأب فعله هو إقامة علاقة ودية مع الابن فهو في حاجتك أكثر من أي وقت ومن ثم تفهم مشكلته بأبوية وحنية واستخدم معه اللين والعطف وأشعره بأنك تشعر بمعاناته وأن لديه مشكلة لا يستطيع حلها ومن ثم اسند ما يعانيه إلى الشلة وأن ما يعانيه لم يظهر إلا من خلال أصدقائه الحاليين وأن الإنسان بطبعه يعمل الخطأ وما هناك معصوم منه ولكن الخطأ هو الاستمرار في الخطأ بدلاً من الشدة والعنف والتجريح والضرب والطرد من المنزل والشكوى للجميع من سلوكه والتبرؤ منه كما يفعل البعض حيث أن مثل هذا يجعله أداة سهلة في يد أصدقاء السوء يفعلون به ما يريدون. من هنا سوف يفتح قلبه لك وحسسه دائماً بأنه يملك الكثير ولديه مخزون من العطاء والمعطل من خلال سلوكه الحالي وارسم له طريق النجاة واعلم هنا أنك أحطت بالمعاناة ومن ثم استعن بأهل التخصص في المجال النفسي إذا تطلب الأمر مثل ذلك خاصة في أمور التعاطي والاستخدام.
وأقول دائماً إن الوقاية خير من العلاج. أصلح الله حاله وحال شباب وشابات مجتمعنا ومجتمع المسلمين عامة.

الاهمال وضياع الوقت للابناء

د. سعيد هادي وهاس

لي ثلاثة ابناء ذكور جميعهم في المدارس اثنان في الثانوية والثالث في المتوسطة لايوجد لديهم طموح للدراسة والتحصيل ولا العمل ولا اي هواية تذكر همهم الوحيد النوم والخروج والسهر مع الاصدقاء والتــدخين وصـرف الفلوس ماذا افعل معهم؟

ام اسعد
ان مثل هذه السلوكيات التي ذكرتها الاخت ام اسعد التي تتلخص في غياب المهمة لدى الشباب والشابات نحو ما يفيد وعدم وجود تخطيط للمستقبل في غياب الطموح والانشغال بتوافه الامور هي السلوكيات الغالبية بين جيل هذا اليوم ول لاسف في نفس الوقت لديهم متطلبات كثيرة تتمثل في السيارة والجوال وامتلاك المال وسلوك سلوكيات مرضية مثل التدخين والتسكع في الشوارع وايذاء الآخرين وضياع الوقت والمال والجهد وما نراه ونسمعه ونحسه خير دليل على ما اقول.
هناك العديد من الاسباب التي تقف وراء مثل هذه السلوكيات المرضية منها ما يتعلق بالشاب نفسه ومنها ما يتعلق بالظروف والاوضاع الاسرية التي يعيش فيها ومنها ما يتعلق بأسباب اجتماعية ومستقبلية وبالتالي معرفة السبب وراء مثل هذه السلوكيات هي مفتاح العلاج لمن ابتلي بذلك ومفتاح الوقاية.
والعلاج وتعديل هذه السلوكيات مطلب للجميع حيث ان مثل هذه السلوكيات الشاذة يعاني منها الجميع وليس الامر اسريا فقط يقتصر اثره على اسرة بعينها ولكن الجميع يحصد نتائج مثل ذلك فنحن كأفراد ومجتمع ومؤسسات نتطلع الى جيل يتسم بالجدية والطموح وامتلاك زمام الامور والتخطيط السليم لمستقبل واعد لحمل المسؤولية الفردية والجماعية والمؤسساتية لكي نبقى خير امة اخرجت للناس كما وصفها المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث (المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف) مثل هذا لن يأتي الا بتضافر الجهود على جميع المستويات للخلاص من هذه الازمة السلوكية التي تقف وراء ما نعانيه من جيل هذا اليوم.
اختي ام اسعد: هناك العديد من الوسائل التي تساعد على الخلاص من تلك السلوكيات وذلك عن طريق النصح والارشاد لاولئك الابناء وزرع الطموح في نفوسهم وتعديل الافكار الخاطئة التي يحملونها وقبل ذلك اليوم الذي يعيشونه مع عدم اعطائهم المال الذي يساهم في تفاقم تلك السلوكيات الشاذة مع الاتصال بالمرشد الطلابي فهو خير معين في علاج مثل هذه الحالات.

الرهاب الاجتماعي ثانية وثالثة



انا شاب ابلغ من العمر عشرين عاما اعاني عدم المقدرة على التحدث مع اهلي ومع الناس واثناء الكلام اشعر بالارتباك والخوف امام شخص واحد او اثنين او اكثر وعدم التركيز مع الخوف من القيام بأي امر شخصي فما معاناتي؟ وهل من علاج؟
عبدالكريم
اخي السائل من هذا الوصف الموجز للمشكلة فالامر يتعلق بالقلق الاجتماعي او مايعرف بالرهاب الاجتماعي، وهو من اكثر المشاكل النفسية انتشارا بين الذكور والاناث ولعل التربية والخبرات السابقة تلعب الدور الرئيسي وراء هذه المعاناة، انا الحماية الزائدة والاهمال والعنف والقسوة في المقابل هي القاعدة الاساسية التي تبني عليها هذه المعاناة، وهنا تنتج خبرات سيئة عندما يفشل الفرد في التحدث او مقابلة الآخرين وهذا الفشل يعمم على جميع المواقف الاجتماعية.
ان محتوى تفكير الفرد عن الموقف الاجتماعي هو من يقف وراء ظهور المعاناة حيث ان من يعاني هذه المشكلة لديه افكار خاطئة عن نفسه وعند الاخرين فهو يخشى النقد والاحراج ويقول ان الاخرين يرقبونه ويخشى من ملاحظة الاخرين لارتباكه حتى لا ينتقد او يكون في موقف حرج من قبلهم، وهذا ما يفرق الشخص الذي لديه القدرة على التحدث امام الاخرين ولا يهاب المواقف الاجتماعية عن الشخص الاخر الذي يعاني الرهاب الاجتماعي ولا شك ان مشكلة الرهاب الاجتماعي تولد الضيق والاكتئاب والتوتر نتيجة عدم قدرة الشخص على مشاركة الآخرين التعبير عن نفسه اجتماعيا. ولا شك في ان هذه معاناة تضاف الى معاناة القلق الاجتماعي.
وهي مشكلة قابلة للعلاج وعلاجها يكمن في معرفة الافكار الخاطئة التي تدور في رأس من يعاني هذه الازمة، والعمل على تصحيحها عن طريق العلاج المعرفي ثم يعمل برنامج سلوكي من الاختلاط البسيط الى المعقد اجتماعيا في ضوء تصحيح البنية المعرفية للشخص وقد يستخدم العلاج الدوائي لمساندة العلاج النفسي.
اخي السائل عليك اولا معرفة وتحديد الافكار التي ترد برأسك عندما تدعى لعزومة او للحديث امام الآخرين او اي نشاط اجتماعي سوف تجد ان لديك العديد من الافكار الخاطئة مثل الانتقاد، الاحراج، الفشل في الموقف الاجتماعي، الملاحظة والمراقبة من قبل الاخرين ... الخ.. هذه الافكار هي التي استدعت حالة القلق (الرهاب الاجتماعي) وبدأت الاعراض لديك وهي عضوية مثل زيادة ضربات القلب وسرعة التنفس والتعرق واحمرار الوجه.. الخ واعراض فكرية مثل صعوبة الانتباه والتركيز، وعدم القدرة على التذكر وعدم القدرة على حل المشكلات.. الخ واعراض وجدانية مثل الضيق والتوتر واعراض سلوكية مثل التجنب والعزلة الاجتماعية وهذه صورة الرهاب الاجتماعي. وثانيا تعديل هذه الافكار بالبحث عن دلائل تسند صحتها سوف تجدها خاطئة وليست صحيحة ومن هنا عليك بالاندماج الاجتماعي بالتدريج. هذا الامر ربما يكون فيه صعوبة في البداية وهنا اوصيك بالعلاج النفسي من مختصين وسوف تشفى بعون الله.

للرجال فقط





يتعامل الرجال مع المواقف المحبطة باشكال وصور مختلقة وذلك كوسيلة للتغلب على الشعور بالاحباط والتنفيس عن معاناتهم.. ويأخذ التعبير عن الشعور بالاحباط اشكالا وصورا عدة منها الثورة والغضب المستمرين والاعتداء بالضرب على الزوجة والابناء او الاساءة الى الاخرين علاوة على الهروب من البيت لتمضية الوقت والانغماس في العمل او العزلة.. وكذلك شرب الخمور وتعاطي المخدرات او العقاقير المهدئة.
ذلك ما توصلت اليه احدث الدراسات النفسية التي اجريت في بريطانيا حيث اكتشفت ان هناك اختفالا في التعبير عن الشعور بالاحباط بين الرجال والنساء وفي دراسة اخرى نشرت في الجار ديان البريطانية توصل الباحثون الى ان ابرز الاعراض التي تطرأ على الشخص كمؤشرات على الشعور بالاحباط هي:
القلق وسرعة التهيج.
الشعور بالخواء النفسي.
عدم الرضا عن النفس.
وتوصلت الدراسة ايضا الى ان الرجال اقل سيطرة على حالاتهم وغضبهم من النساء.. ويقول الدكتور ديفيد بالدوين الذي يعمل مستشارا سايكولوجيا ومحاضرا في جامعة ساوثامبتون البريطانية: ان الرجال يمضون حاملين احباطاتهم دون ان يلاحظهم احد.
وتشير الدراسة الى انه بين 4 - 10 بالمائة من سكان بريطانيا يعانون من حالات احباط حادة في وقت واحد.. وكانت دراسة اخرى نشرت في بريطانيا في وقت سابق قد توصلت الى ان اعلى معدلات الشعور بالاحباط بين الرجال في بريطانيا هي الاعلى بين الدول الاوروبية حيث بلغت 8.2 بالمائة تليها فرنسا بنسبة 5.9 بالمائة ثم وبنسب اقل هولندا واسبانيا وبلجيكا والمانيا على التوالي.

مستشارك النفسي

الخجل

د. سعيد هادي

انا فتاة تم عقد قراني منذ اربعة اشهر على شاب خلوق يقدرني ويحبني ويحترمني. معاناتي في الخجل عندما يأتي لزيارتنا والخوف والاضطراب عند الحديث معه في الزيارة. قلقي في كيف لي ان اتزوج بهذه الحالة وان اعيش معه.. ما الحل؟ امل
في البداية اود التفريق مابين الحياء والخجل والرهاب الاجتماعي فالحياء من الايمان وهو صفة الصالحين ويأتي بخير ولنا في رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ اسوة حسنة وهو مطلب شرعي ومحمود العواقب. والخجل هو اختلاف في الدرجة عن الرهاب الاجتماعي وهو مشكلة نفسية لكنه قد لا يصل الى مرحلة الرهاب الاجتماعي ويعانيه الكثير. اما الرهاب الاجتماعي فهو اضطراب نفسي يجعل الفرد معاقا اجتماعيا ويؤدي الى العزلة الاجتماعية ويؤثر على حياة الفرد سلبا. اختي السائلة ما ذكرتي في الرسالة قد يكون طبيعيا للفتاة في مثل عمرك حيث ان ديننا الحنيف يدعو للحياء والعفة والاحتشام كما ان عاداتنا وقيمنا الاجتماعية تدعو لذلك وبالتالي نحن مجتمع بحمد الله ومنته بخير طالما ان الحياء هو شعار الجميع وعند زوال نعمة وصفة الحياء من الناس فعلى الدنيا السلام ومن المؤسف له حقا ان هناك من نزع منه الحياء سواء كانوا رجالا او نساء والنتيجة ما نراه من سلوكيات شاذة مقززة انتشرت في هذه الايام. اختي السائلة ما تعانينه سوف يختفي بالتدريج عند كثرة الزيارات وسوف يختفي تماما بعد الزواج ولا تعطين هذا الامر اي اهمية ولعل السبب وراء ذلك وهذا سلوك طبيعي طالما لم يصل الى مرحلة الرهاب الاجتماعي هو التربية والعادات وهي امور صحية ومطلوبة. وبالتالي فهو حياء سوف يزول وعليك فحص الافكار التي تدور في رأسك قبل زيارة الخطيب سوف تجدين ان هناك افكاراً خاطئة هي التي ادت الى هذا السلوك ان كان حادا كما ذكرتي وهنا عليك استبدال ما يدور برأسك عند زيارته لكم بعكس تلك الافكار وهذه معادلة بسيطة لتبديل التفكير. وقد تستعينين بتدريبات الاسترخاء والتنفس العميق للتحكم في العوارض الفسيولوجية قبل زيادة ضربات القلب وسرعة التنفس واحمرار الوجه والرعشة ان كانت موجودة كما ان توكيد الذات والحديث مع الذات بطريقة ايجابية من العوامل المساعدة للتخلص من هذا الامر.

مستشارك النفسي

د. سعيد هادي وهاس



الخلاف بين الأب والابن
هناك خلاف مستديم بين ابني الذي يعيش مرحلة المراهقة وابيه, حيث ان والده يريده ان يتصرف كما يراه هو وليس كما يريد الابن, ومن هنا نشأ الخلاف والذي جعل كليهما في توتر مستمر مع الآخر مع العلم ان الاب دائما يقارن ابنه مع الآخرين خاصة من عمره ومع اولئك الذين ليسوا على ود مع الابن, هل من نصيحة للوالد والولد؟ جزاكم الله خيرا.
ام عمر
من المعلوم ان هناك فوارق في العمر الزمني والعقلي وما يتبعهما من فوارق في النمو الانفعالي والاجتماعي والاخلاقي والخبرات السابقة بين الأب وابنه, ومن هنا فالخلاف في وجهات النظر امر طبيعي فما يراه الاب سلوكا محمودا يود ابنه ان يسلكه يراه الابن غير ذلك وربما هامشيا او تخلفا والعكس, وبالتالي ليس بالامكان مطابقة وجهات النظر بين جيلين يمثلهما الأب والابن, وقد تكون ولكن في الغالب والأعم الخلاف موجود, اذا فما المخرج؟
ان الحكمة هنا هي في اسلوب التعامل بمعنى ما الاسلوب الأمثل في تقارب وجهات النظر بين الجيلين مع العلم بأن ما يراه الاب في اغلب الاحيان هو الصحيح وهذا ما يجعله يتشدد في فرض ما يراه حيث انه الصحيح ولكن المعاناة هي في حسابات الابن والتي هي في العادة انفعالية وليست عقلية, ومن هنا يبدأ الخلاف.
ان المخرج من هذا المأزق والذي يشغل بال الكثير من الوالدين وكذلك الأبناء هو في اسلوب التعامل الأفضل والذي يفضي الى علاقة جيدة والمصلحة النهائية سلوك مقبول ومحمود العواقب, وهذا الاسلوب يكمن في اقامة علاقة ايجابية حميمة تتصف بالود والرحمة ولين الجانب ما بين الاباء والأمهات من جهة وابنائهم وبناتهم من جهة اخرى وقبل ذلك اقامة علاقة ودية بين الأب والام خاصة امام ابنائهم, البعض قد لا يعطي اهمية لمثل ذلك لاعتبارات خاطئة والبعض يعتقد ان مثل ذلك يكون في مرحلة التعامل مع المراهق, وهنا اقول ان الفئتين على خطأ, ان مثل هذه العلاقة الحميمة والتي تتصف بالود والرحمة ولين الجانب لها من الأهمية ما يؤدي الى السلوك المرغوب وتبدأ في العادة بين الرجل وزوجته ففاقد الشيء لا يعطيه ومن جهة اخرى تبدأ من مرحلة الطفولة للأبناء وليس المراهقة على الاباء والأمهات ادراك مثل هذا الأمر وعدم تجاهله والسعي الحثيث تجاه هذا النوع من التربية المؤصلة على النهج النبوي الذي وضع اسسه خير خلق الله صلى الله عليه وسلم ولنا فيه هو بأبي وامي اسوة حسنة, كما اوصي الجميع بأن لا تكون ادارة الأزمات هي نهجنا في التربية بمعنى عند حدوث المشكلة اسعى للحل بل يجب التخطيط لهذا مبكرا تفاديا للمشاكل السلوكية بين ابنائنا وبناتنا التي يدفع ثمنها الجميع.
ابا عمر عليك مراجعة نفسك ولازال لديك الكثير لتعمله تفاديا لمشاكل من الابن انت اول من يدفع ثمنها غاليا فالخسارة الحقيقية في الدنيا هي في ضياع الأمانة (الذرية) وسوف نسأل عنها يوم القيامة, عليك الاقتراب مع الابن وتلمس احتياجاته في غير ضرر (بمعنى عدم مسايرته في الغلط تحت هذه الذريعة) وكن له الصديق واسمع منه واياك ومقارنته بالآخرين فهي القاصمة. والنتيجة محمودة العواقب, كما اوصيك بالاستعانة بالمختصين في المجال النفسي وربما المرشد المدرسي لديه ما يقدمه في هذا المجال. اصلح الله الابن وجميع ابناء وبنات المسلمين.

الفصام والأصدقاء

ابلغ من العمر 29 عاما واعاني من الفصام العقلي منذ عشر سنوات مشلكتي تتلخص في عدم وجود اصدقاء واشعر بالوحدة والضيق. فهل من وسيلة لاكتساب الاصدقاء والمحافظة عليهم؟
يقع بعض الاطباء النفسيين في خطأ مهني حيث يعتقدون ان العلاج لمرض الفصام يكمن في استخدام الادوية المضادة للذهان بمفردها ويهملون العلاجات النفسية ذات الاهمية البالغة في العلاج التكاملي وهذا ربما يعود للتدريب المهني الذي تلقوه وبالتالي لنقص الخبرة المهنية والدراية في ممارسة العلاج النفسي او التحويل للمختصين فيه. كما ان النظام الصحي لدينا مؤسسة بالكلية على الممارسة الحيوية الطبية فقط ولا يرى سواء التدخل الحيوي. وهنا اقول للزملاء من الاطباء النفسيين ان هذه ليست الممارسة المهنية المقبولة والفصام لايعالج بالدواء بمفرده وهذا ما نصت عليه الممارسة المبرهنة بالدليل. واقول ايضا لاصحاب القرار الصحي ان الممارسة الصحية اليوم اصبحت تحت مظلة المنظور الحيوي النفسي الاجتماعي في مجالي الصحة النفسية والجسدية.
كما ان المجتمع يعاني من مشكلة نظرته السلبية تجاه اولئك الذين قدر الله لهم الاضطراب العقلي وهنا اقول ان النفس والعقل - اسوة بالاجهزة الجسدية الاخرى - تضطرب وليس هناك من يملك حصانة من الاضطراب النفسي او العقلي وبالتالي نحن في حاجة لتغيير تلك النظرة السلبية وهذا ما سأفرد له سلسلة من الحلقات وهو امر في غاية الاهمية.
اخي السائل العزيز بداية اسأل الله لك الشفاء والعافية واقول هناك العديد من العلاجات النفسية التي اثبتت فعالية عالية بضمها مع العلاج الدوائي في علاج الفصام والاضطرابات الذهانية الاخرى منها ما يتعلق بتعديل التفكير والسلوك ومنها ما يتعلق بتعليم المهارات وتوكيد الذات ومها ما يكسب الشخص كيفية التعيش الصحي مع المعاناة ومنها ما يركز على المهارات الاجتماعية وحل الصراع والاقلال من الضغوط النفسية والبيئية واكساب الثقة وبناء الذات الخ.
من هنا انصحك بالعلاج النفسي من مختص مؤهل مع ما تستخدمه من ادوية وهذا سوف يساعدك في توكيد ذاتك وكيفية بناء الثقة وتنمية المهارات الاجتماعية متضمنا ما اوردته من تساؤل. وفي الله الجميع.