مستشارك النفسي...سلسة مواضيع مهمة

مشكلة مضغ الطعام


انا فتاة ابلغ من العمر واحدا وعشرين عاما مشكلتي انني اكره مضغ الطعام والعلك من قبل الآخرين واشعر بالقهر الشديد لدرجة لا استطيع الجلوس في المكان الذي اسمع فيه صوت المضغ والجميع يتهمني بأنني مريضة نفسيا واحتاج للعلاج, علما أنني احب الناس ان تأكل من طبخي, ما هذه الحالة النفسية وما العلاج؟ افيدوني وجزاكم الله خيرا.
م. ع. م.
مضغ الطعام عادة حتمية يبدأ بها عمل الجهاز الهضمي ومطلب حيوي وصحي, ربما البعض يقوم بمضع الطعام بطريقة غريبة يصاحبها صوت مرتفع او حركات غريبة في شكل الفكين, وهناك من يحلو له الحديث عندما يكون فوه مليئا بالطعام, والبعض يقوم بفتح فمه اثناء مضغ الطعام والجميع يعلم امتزاج الطعام مع ما تقوم به الغدد اللعابية من افراز للعاب لتسهيل عملية المضغ, وهنا قد يمكن القول ان مثل هذا عادات سلوكية غير مرغوبة تؤدي الى الشعور بالتقزز من قبل الآخرين, وهنا نقول ان الآخرين لا يعانون مشكلة البتة ولكن من هذا سلوكه هو من يعاني المشكلة وبحاجة لتعديل هذا السلوك, يعلم الجميع ان هناك آدابا لتناول الطعام ابتداء بغسل اليدين والتسمية والأكل مما يلي الشخص والأكل بطريقة صحيحة ومضغ الطعام جيدا وعدم فتح الفم اثناء الأكل والأكل بصوت منخفض الخ.. والكل يعلم ان ديننا الحنيف تطرق لمثل هذه السلوكيات الصحية.
اختي السائلة ان كان الشعور بالتقزز الذي يلازمك ناجما مما ذكرت فهذه حالة سوية وسلوك من حولك في مضغ الطعام من يحتاج للتعديل, ان كان ما تعانيه يشمل مضغ الطعام بالكلية وبالطريقة الصحيحة والمتعارف عليها بين الجميع فالمشكلة لديك, ان كان الامر كذلك فليس من السهل البحث عن فئة تشخيصية لوضعك فيها والقول انك تعانين اضطرابا نفسيا محددا, يمكن القول هنا انك تعانين مشكلة نفسية - سلوكية لربما تكون ناجمة عن خبرة سابقة غير سارة لمضغ الطعام من شخص بطريقة غريبة ومن ثم تم التركيز من قبلك على هذا الامر وهنا حصل تعميم للمشكلة لتشمل المضغ بالكلية.
العلاج السلوكي وتحليل السلوك القائم على ان المشكلة النفسية تنشأ من خلال التعلم والاكتساب ومن ثم تعزز بطريقة خاطئة تقود للتعميم, وهنا اقول ان مثل هذا النوع من العلاج النفسي فعال في مثل هذه الحالة, كما ان اكتشاف التفكير ان كان هناك افكار خاطئة وراء مثل ذلك له اهمية علاجية, المشكلة قابلة للعلاج من متخصص في العلاج السلوكي, اسأل الله لك الشفاء العاجل.

الخوف لدى الأطفال الخوف لدى الأطفال

طفلي في الخامسة من عمره مشكلته في الخوف من الناس, ولا يستطيع اللعب مع الأطفال في عمره, ودائم الالتصاق بنا, ولا ينام وحده مع العلم انه ذكي جدا بمقارنته مع من هم في سنه وخوفي من أن تزداد المشكلة خاصة عند إلحاقه بالمدرسة. ما حالته وما العلاج؟
أم محمد
من المعلوم في مجال الصحة النفسية للأطفال أن المخاوف المرضية من أكثر الاضطرابات السلوكية انتشارا وخاصة من مواقف معينة كالخواف من الظلام والنوم منفردا أو الخواف من الحيوانات الأليفة أو الروضة والمدرسة أو الخواف من الطبيب أو الشرطي الخ.. ويجب التفريق هنا ما بين الخوف والخواف حيث ان الخوف استجابة طبيعية من مواقف تخيف بطبعها كمن يخاف حيوانا مفترسا, اما الخواف فهو الخواف المرضي من مواقف لا تخيف بطبعها كما اوردت السائلة. في العموم فان الخواف لدى الاطفال سلوك متعلم ومكتسب وهذا يعني ان استجابة الطفل المرضية تمت بالتعلم والاكتساب من البيئة المحيطة بالطفل. فقد ينشأ الخواف المرضي من:
1- خبرة غير سارة تعرض لها الطفل في حياته فمثلا قد يقفل الطفل باب الغرفة عليه ومن ثم لا يستطيع فتحه والخروج وهنا يشعر بالخوف ومن ثم يبدأ البكاء والصراخ ليأتي احد لمساعدته وهذه الخبرة أليمة وغير سارة للطفل وهنا قد يحصل تعميم للموقف ليشمل الخواف من مواقف اخرى كالبقاء بمفرده او الظلام او المصاعد او دخول دورات المياه. ومثال آخر قد يقع الطفل أثناء صعود الدرج ومن هنا قد ينمو الخواف من الصعود والأماكن المرتفعة, وقد يشارك الطفل الأطفال لعبة ومن ثم يعتدي عليه آخر بالضرب كسلوك طفولي برئ ومن ثم يبدأ الطفل الخواف من الالعاب ومشاركة الاطفال الآخرين, وقد يطفئ نور الكهرباء مثلا ويشعر الطفل بالخواف ويعمم الموقف بحيث لا يستطيع البقاء بمفرده.. الخ.
2- تخويف الطفل من قبل الآباء او الامهات او من يحيط بالطفل من اشياء معينة مثل القصص الخرافية او تخويفه بابرة الطبيب او الشرطي الخ.. والهدف من ذلك هو اسكات الطفل او تعديل سلوك الطفل بطريقة عكسية اعتقادا منهم ان تلك وسيلة ايجابية وهي في الاصل تؤدي الى الخواف المرضي.
3- ترتيب ووضع الطفل في العائلة وربما حالته الصحية والبدنية كالطفل الاول والوحيد والاخير والولد بين البنات والعكس والمريض ومن قدر له الله له اعاقة.. الخ.
4- خبرات الآباء والامهات وخلفيتهم في التربية (الاسلوب التربوي المستخدم من قبلهم). فهناك من الآباء والامهات من يخاف على الطفل بطريقة مرضية تحرم الطفل من اكتساب سلوكيات هو في امس الحاجة لها والهدف من ذلك المحافظة على الطفل. وهناك من يتبع اسلوب العنف والشدة في التعامل مع الطفل, وهناك من يتساهل في امور التربية واللين الشديد الخ.
5- تنوع مصادر التربية خاصة في الاسر الممتدة وتعدد الاساليب وكثرة التدخلات ممن يحيط بالطفل مصدر من مصادر الخواف المرضي.
من هنا يمكن القول ان سلوك الخواف المرضي للطفل ينشأ بفعل العوامل المحيطة بالطفل وهذا هو المقصود من القول ان الخواف المرضي مكتسب ومتعلم. وسوف اناقش غدا بمشيئة الله طرق التعديل والعلاج والوقاية. وفق الله الحميع

العنف والارهاب "4"

في الآونة الاخيرة بدأنا نرى ونسمع عن العنف والارهاب ونلمس اثارهما ونعانيها ولم يسلم مجتمعنا من هذه الظواهر الغريبة، السؤال كيف تحلل مثل هذه الظواهر وفقا لمعطيات علم النفس؟
ابو طارق
مما سبق فما يعانيه مجتمعنا الآمن من هجمات ارهابية من بعض افراده يصدق عليه علميا التفسير المعرفي - السلوكي للسلوك الانساني والذي يتمثل بان هؤلاء الافراد الذي يقومون بهذا السلوك الشاذ (الارهاب) لديهم خلل في البنية المعرفة (بمعنى ان لديهم افكارا خاطئة وفكرا مضللا) ترجم هذا الفكر الى سلوك ارهابي. هذا الفكر المضلل (البرمجة الفكرية الخاطئة) يتمثل - من باب التمثيل لا الحصر في تفسير بعض الآيات القرآنية والاحاديث بطريقة خاطئة تخرج عن المعنى الصحيح المقصود في النص كما فسره الائمة وطلبة العلم الشرعي والمتفق مع مقاصد الشريعة الغراء ومن هنا يعتقد امثال هؤلاء ان ذلك هو الطريق الى الجنة والمحصلة النهائية تنفيذ ذلك الفكر الى ارض الواقع (سلوك الارهاب) كما ان امثال هؤلاء يملكون افكارا خاطئة اخرى غير ما ذكر والمحصلة النهائية ان من سلك سلوك الارهاب لاشك انه يملك برمجة فكرية غير عقلانية لاحداث حياتية تم تفسيرها وفقا لمنطق غير عقلاني وهذا هو التفسير العلمي حيث يعلم الجميع ان فرقة الخوارج على سبيل المثال عانت من التفسير الخاطئ لمقاصد الشريعة قادتها في نهياته الامر الى سلوك القتل والتدمير والتكفير رغم انهم يدينون الاسلام وهم غير ذلك. كما انني اود الاشارة هنا الى ان هذا الدين العظيم خاطب العقل الانساني (الفكر) لتعديل السلوك ولم يخاطب العواطف (الجانب العاطفي) ويعتبر هذا هو اصل النظرية المعرفية السلوكية وليس كما يدعي الغرب انها مدرسة نفسية محدثة روادها لازالوا احياء يرزقون والسؤال المطروح الآن كيف نما ذلك الفكر وتأصل؟
كما ذكرت في الحلقات الماضية فكر هؤلاء المضلل (البنية الفكرية الخاطئة التي يملكونها وبها ومن خلالها سلكوا سلوك الارهاب) لم يأت من فراغ وانما امثال هؤلاء تعرضوا لخبرات سابقة سيئة قد تكون:
1- فردية - اسرية في محيط الاسرة او اجتماعية - محلية - عامة في محيط المجتمع الضيق او العام خلال مراحل الحياة النمائية (الطفولة، المجتمع الضيق او العام خلال مراحل الحياة النمائية (الطفولة، المراهقة، الرشد).
2- جماعية تشمل اكثر من شخص.
3- عشوائية بشكل تنظيم من قبل من لديه برمجة فكرية خاطئة سابقة وهم هنا منظرون.
5- وقد تشمل الجميع.
هذه الخبرات السابقة في مجملها تشكل الافتراض عن الذات (مفهوم الذات وهذا الافتراض يأخذ الشكل السلبي (رؤية الذات السلبية) وقد يكون خامدا او ربما نشطا وعند حصول الحدث الحياتي (احداث الحياة المختلفة) يكون الزناد لينشط ذلك الافتراض السلبي الخامد ويزداد النشاط مما يقود الى التفكير بطريقة غير عقلانية (انتاج العديد من الافكار الخاطئة غير العقلانية تجاه حدث معين وربما لا يكون هناك حدث البتة) والتي تفضي في نهاية المطاف الى سلوك. هذا السلوك هو سلوك الارهاب (ترجمة الفكر الخاطئ الى سلوك خاطئ) وغدا اتابع حمى الله شبابنا من الفكر المضلل

السلام عليكم

العنف والإرهاب (5)
في الآونة الأخيرة بدأنا نرى ونسمع عن العنف والإرهاب ونلمس أثارهما ونعانيها ولم يسلم مجتمعنا من هذه الظواهر الغريبة. السؤال كيف تحلل مثل هذه الظواهر وفقاً لمعطيات علم النفس؟


الحديث هنا سيكون عن الطرق العلاجية والوقائية من سلوك الإرهاب والعنف. والحقيقة أن سلوك الإرهاب والعنف كما يعلم الجميع يمس حياة الجميع على الصعيد الفردي والأسري والاجتماعي والمؤسساتي. قد يعتقد البعض أن تلك مهمة الجهات الرسمية ذات العلاقة في الدولة وهذا صحيح ولكن الكل هنا معني بالتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة والتي عان منها مجتمعنا أسوة بالمجتمعات الأخرى. وفقاً للمنظور المعرفي-السلوكي في تفسير سلوك الإرهاب والعنف كما أسلفت في حلقات سابقة، فأن التدخل المعرفي-السلوكي كعلاج ووقاية من أنجع وسائل العلاجات النفسية. ويعتمد التدخل المعرفي-السلوكي علاجياً إلى قمع ذلك السلوك الشاذ أسوة بالسلوكيات المرضية من خلال طرق منهجية تتمثل في:
1- اكتشاف البنية المعرفية والتفكير غير العقلاني (تفسير الإحداث الحياتية أو الفكر الخاطئ) بدقة والذي يقف وراء سلوك الإرهاب والعنف من خلال آلية وضُعت من قبل رواد هذا العلاج النفسي الفعال.
2- تصحيح وتعديل تلك البنية المعرفية المرضية والخاطئة وفقاً لإستراتيجية تعتمد على خلخلة الفكر الخاطئ باستخدام البينة والدليل الصحيح من قبل المعالج، والأمر لا يتوقف هنا فقط بل يجب زراعة أفكار صحيحة ومنطقية مكان الأفكار الخاطئة ولكي تنمو هذه الأفكار المنطقية وتتأصل لابد من إسنادها بالدليل والبينة بأنها صحيحة ومنطقية وهذه مهمة المعالج ويلعب الحوار الدور الرئيسي بين المعالج ومن يعاني هذا السلوك، والعملية العلاجية مشتركة بين الاثنين لكل منهما دور فعال. بهذا فالسلوك سوف يتغير حتمياً بتغير البيئة الفكرية والأمر قد لا يكفي بل يجب إدخال العلاج السلوكي.
3- يرى العلاج السلوكي أن السلوك الشاذ متعلم ومكتسب وهنا الامر أكبر من أن يكون مكتسبا بل ناجم من تفكير خاطئ كما قيل وبالتالي يتم توظيف العلاج السلوكي في سرعة ترجمة التفكير المنطقي السليم الصحيح المزروع إلى سلوك ظاهر وهو السلوك الطبيعي الذي يسلكه السواد الأعظم من الناس وهو السلوك الطبيعي وضد سلوك الإرهاب والعنف. وهنا يتم تعزيز السلوك الطبيعي وتنميته من خلال المعززات والمدعمات المادية والمعنوية. تحقيق ذلك يتم وفقاً لبرنامج علاجي يتطلب العديد من الجلسات النفسية المتتابعة والتي قد تصل إلى ما فوق العشرين جلسة تزيد أو تنقص مع متابعة قد تصل لسنوات لمنع أي انتكاسة وأن كان من المفترض أن لا يحدث مثل ذلك بسبب أن الفرد عرف الطريقة الصحيحة في التفكير. قد يتساءل البعض عن العقاب وهنا أقول أن العقاب من الوسائل السلوكية المانعة لتكرار السلوك الشاذ ولكن يجب أن يسبق بالعلاج المعرفي (تغيير البنية المعرفية للفرد). وهنا تم دمج العلاج المعرفي والسلوكي. وهذا ما يتعلق بالجانب العلاجي.
أما ما يتعلق بالجانب الوقائي فالأمر أشمل وأوسع حيث أن العلاج يستهدف فئة معينة وهم قلة بعون الله ولكن الوقاية تشمل وتستهدف جميع فئات المجتمع من أباء وأمهات وأسر ومجتمع محلي وعام ومؤسساتي في المدارس والجامعات وفي المساجد لأستئصل هذا الشر من جذوره ليبقى مجتمعنا بعون الله خاليا من الإرهاب. وهذا ما سأورد له حلقة خاصة

العنف والإرهاب (7)

في الآونة الأخيرة بدأنا نرى ونسمع عن العنف والإرهاب ونلمس أثارهما ونعانيها ولم يسلم مجتمعنا من هذه الظواهر الغريبة. السؤال كيف تحلل مثل هذه الظواهر وفقاً لمعطيات علم النفس؟
أبو طارق
الوقاية من السلوك الإرهابي أمر في غاية الأهمية ويستهدف الجميع إفرادا ومجتمعات. وكما أسلفت في الحلقات الماضية من أن الإرهاب ناجم عن فكر خاطئ بداية إلا أن الخبرات السابقة السيئة التي يتعرض لها الإفراد تشكل قاعدة لنمو الفكر الخاطئ ومن ثم ظهور سلوك الإرهاب. من هنا فالجميع مستهدف بالوقاية. والسلوك الشاذ برمته من الممكن الوقاية منه. والوقاية تشمل وتستهدف:
1- المجتمع. المجتمع برمته معنى بسلوك الإرهاب والعنف في كلا الاتجاهين تنمية سلوك العنف وربما السلوك الإرهابي من خلال ما قد يدور في جلسات اجتماعية يتخللها تعليقات من بسطاء حول ما يدور وهم لا يعون ما يقولون في حضور أفراد خاصة من فئات الشباب والذين قد يعتقدون ببرمجة فكرية خاطئة من نوع آخر مؤصل اجتماعيا أن سلوك الإرهاب والعنف سلوك بطولي أو ما شابه ذلك وهم لا يعلمون أنه الدمار والمحصلة القتل والتدمير وخسران الدنيا والآخرة. ولي وقفة مع سلوك العنف فهناك من ينمي سلوك العنف بين أفراد المجتمع وفقاً لمتطلبات اجتماعية مؤداها أن العنف والشدة سلوك بطولي وعليه من المقبول للافراد اجتماعياً أن يكونوا الغالبين في معركة الخسارة، فربما تكون معركة بين أطفال في المدرسة، أو في طابور الخباز، أو البنك، أو أمام الإشارة، فكم رأينا مثل تلك السلوكيات والموصلة اجتماعياً تحت مظلة كن الغالب مهما كانت الخسارة، ولا تكن المغلوب مهما كانت النتائج. يلعب المجتمع دور لا يستهان به في نشوء مثل هذه السلوكيات. وفي الاتجاه الآخر فللمجتمع دور في نشأة السلوك السوي وتنميته واستمراريته من خلال السلوك الاجتماعي المقبول. من هنا فالوقاية من سلوكي الرهاب والعنف مطلب اجتماعي يشترك فيه جميع الإفراد على اختلاف مستوياتهم. مع الأخذ بعين الاعتبار أن التقارب الاجتماعي بين أفراد المجتمع ولغة الحوار الاجتماعي والجماعي من مقومات السلوك الاجتماعي المقبول. ونحن نعلم في المقابل أن النبذ الاجتماعي والإقصاء والهجر والعزلة تجاه فرد أو مجموعة لأسباب عدة قبلية، اقتصادية-مالية، مكانة اجتماعية، سلوك غير مقبول قد يصدر الخ... من مقومات سلوك العنف تجاه المجتمع. هنا البدار نحو تنشئة اجتماعية سليمة وتطبع اجتماعي مقبول بين الجميع يقود لا محالة لسلوك فردي مقبول يشكل في نهاية المطاف السلوك الاجتماعي والذي هو قاعدة المجتمع. صياغة برامج وقائية اجتماعية مطلب لتثقيف المجتمع.

2- المجتمع المؤسساتي. للمدرسة والجامعة والمعهد والمسجد ومكان العمل الخاص والعام الدور الحاسم في نشأة سلوك العنف والإرهاب ومعالجته والوقاية منه. فكم سلوك عنف صدر من شخص نتيجة بيئة عمل تتسم بالسلبية والكره؟ وكم من سلوك عنف صدر من طالب نتيجة إساءة معاملة من أستاذه؟ الخ... هنا الجميع في المجتمع المؤسساتي معنى بالوقاية من سلوك العنف والإرهاب من خلال وضع إلية تستهدف سلوك الإفراد ضمن تلك المؤسسات.

3- ذروة الامر وسنامه إقامة مراكز بحثية متخصصة بقضايا السلوك، فقلد قلت في مواطن كثيرة أن سعادة وشقاء العالم في سلوك أفراده فكل مصيبة ابتليت بها المجتمعات الإنسانية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً على جميع الأصعدة الصحية، الأمنية، الاقتصادية، العسكرية، التربوية الخ... إلا وللسلوك الإنساني نصيب الأسد من السببية ويقف وراء تلك المصائب والبلايا. وللاستشهاد فقد ذكرت أن العقد من 2000-2010 في الولايات المتحدة الأمريكية هو عقد السلوك (The Decade of Behavior) نظراً لأهميته في التقدم والازدهار والعكس. أين نحن من ذلك؟ لازالت مؤسساتنا البحثية ترى أن سوسة النخل الحمراء -رغم أهمية أثرها السلبي- أكثر خطورة وأهمية من أثر السلوك الإنساني ودوره فيما يعانيه مجتمعنا وأمنتا. هذا يتضح من خلال محدودية أو انعدام دعم المنح البحثية المعنية بدراسة الظواهر السلوكية. الحاجة ماسة لإقامة مثل تلك المراكز ودعم الأبحاث السلوكية المتخصصة لدراسة السلوك السلبي ودورة في الصحة، الأمن، الاقتصاد، التربية والتعليم الخ... والتي سوف تساهم في التصدي للظواهر السلوكية ذات الإبعاد السلبية. وفق الله الجميع.

مستشارك النفسي

الذئبة الحمراء.. والاكتئاب


@ ريم - 19 عاما (الخبر) تذكر انها اصيبت بمرض روماتيزم تم تشخيصه على انه (الذئبة الحمراء).. وقد نومت بالمستشفى مرتين خلال الستة شهور الماضية، وبدأت مؤخرا تشعر بنوبات حزن شديد وبكاء وارق، واحيانا تتمنى الموت.. وتطلب المساعدة.

@ اقول للسائلة الكريمة، عجل الله لك بالشفاء واعانك، كما اود التوضيح ان عددا من الاضطرابات النفسية يمكن ان يظهر كمضاعفات لمرض الذئبة الحمراء، ويعتقد ان المشاكل النفسية التي تصاحب هذا المرض تنتج من عدة عوامل، اولها ان هناك أجساما مضادة (مشكلة مناعة ذاتية) تؤثر على عمل الجهاز العصبي والدماغ، والآخر هو عامل الارهاق والضغوط التي تتعرضين لها نتيجة التعب الجسماني والتنويم بالمستشفى، ولك من دون شك العذر فيما تحسينه من ذلك.. كذلك الادوية التي ربما يصفها لك الطبيب التي قد تشمل الادوية المخفضة للمناعة والكورتيزون وهذه ايضا قد يكون الضيق والاكتئاب والتوتر من عوارضها الجانبية، آملا ان شاء الله ان تهدأ اعراض المرض مع الوقت وتتمكني من العودة لممارسة نشاطك كالسابق.

حاليا اختي الكريمة انصح ان تعرضي نفسك وفي اقرب وقت على طبيب نفسي مختص وان تشرحي له ما تحسين به، او ان تطلعي طبيب الروماتيزم الباطنة الذي تتابعين معه على مشكلتك ليتمكن هو من تحويلك للطبيب النفسي لتقديم المساعدة اللازمة، واطمئني فهذه الحالة تستجيب باذن الله للعلاج بالجلسات والادوية وهناك ما يدعو للتفاؤل بان الاعراض تزول اذا واظبت على العلاج الذي يقترحه طبيبك.. عافاك الله.